مَن يطّلع على الطلب الذي قدّمه سماحة السيد السيستاني لقاضي محكمة جنح الحلة بتاريخ (٢٠٢٠/٤/١٣) المتضمّن العفو عن الشخص المحكوم عليه بسبب هتكه سمعة السيد السيستاني -دام ظله- ومكانته يرى بعض الأمور اللافتة للنظر فيه ، منها :
١- ( اطلعنا اليوم ... )
فالسيد لم يكن مطلعًا سابقًا على هذا الحكم بالرغم من صدوره بتاريخ (٢٠١٩/١٢/٥) بحق ذلك الشخص ، فلم يتوانَ لحظة عن طلب العفو له متنازلاً عن حقّه الجليّ في ذلك بل عن الحقّ العام(المشتكي) .
هنا تجلّت لنا صفة الأولياء كيف أنهم يقابلون الإساءة بالإحسان مباشرةً دون تردّد .
٢- (محكمتكم المحترمة ... )
نعم هذا هو دأب مرجعنا ...
لقد عوّدنا على احترام مؤسسات الدولة والقوانين والإذعان لها ، واعتبر مخالفتها مخالفة شرعية .
وإن كانت هذه القوانين وضعية وقاصرة ، لكنها وُضعت لتنظيم شؤون الناس ، ولسنا في زمن الرسول الأكرم أو الإمام علي أو المهدي المنتظر ليتمّ تطبيق القوانين السماوية .
٣- (على المواطن ... )
لم يقلْ كلمة تُنقص من قدره ومكانته بل أعطاه الصفة العامة التي يتساوى فيها جميع الشعب وهي " المواطنة " .
٤- (يهمّنا أن نحيطكم علمًا بأن سماحة السيد لا يرضى أبداً بأن يُعاقب شخص بسبب ... )
هنا تجمّعت خصال الرحمة والحلم والعفوّ ، فالذي يهمّ السيد هو (أن يكون العراق عزيزًا وأن يعيش شعبه عِيشةً كريمة) وليس سمعته أو مكانته .
كما تجلّى هنا المقام الذي يشغله سماحة السيد وهو نيابة المعصوم العامة .
فالمعصوم جُعل لأجل هداية الناس ؛ لتنظيم شؤونهم الدنيوية والأخروية ، فلا يهتمّ لمن يُسيء إليه أو ينقص من قدره ما دام لا يقفُ عائقاً أمام هدفه .
فالمرجع بمقام النيابة العامة يؤدي شيئًا من هذا الدور بالصلاحيات التي توصّل إليها من الأدلة الشرعية والعقلية .
( يهمّنا ... )
فهذا الأمر من موارد الاهتمام عند سماحته بأنه لا يرضى #أبداً بأذية شخص أو مضايقته .
٥- (يُرجى اتّخاذ ... )
فالسيد لم يأتِ بصيغة أمر ليظهر نفسه بمقام السمو على مؤسسات الدولة بل يرجو منهم الاستماع لطلبه ليؤكّد ما قلناه في نقطة (٢) .
٦- (أقصر الاجراءات القانونية للإفراج ... )
فلا يرجو الإفراج عنه فقط ،
بل أن يكون هذا الإفراج سريعًا ،ولكن ضمن الاجراءات القانونية المتّبعة في الدولة وبدون تأخير .
حفظ الله مرجعنا المفدّى وأدام ظلّه علينا .
|