صفحة الكاتب : سميرة سلمان عبد الرسول البغدادي

جلست قبالة المدخنه تنشد الدفء لأوصالها المتهرئة أثر تقادم سني عمرها العجاف  .حركت مأزر تدثرت به ,أرخت رأسها الى الخلف  قليلاً و أطبقت جفونها المتثاقلة مطلقة آهة فاترة مقتضبة كأيامها الخاليه من أي ونيس ..تمايلت فتحرك الكرسي الهزاز الذي كانت تحتله  ببطء الى الوراء كرة والى الامام أخرى بأنسيابية متناسقة ودقات الساعة الجدارية المرصوفه مع عشرات الصور على الحائط الوردي القابع امامها ..
يبدو أنها أستسلمت للنوم... لكن سقوط الكتاب من يديها الهرمتين أيقظ الانتباه في حواسها فمالت بجسدها النحيل نحو الارض لألتقاطه  ..مدت يدها رفعته الا ان جورية حمراء عانت اليباس هربت  من بين صفحاته. وضعت الكتاب جانباً على طاولة قريبة  منها وعاودت النظر الى ارضية الغرفة الملتحفة بسجادة  بهُتَ خضارها أثر تقادم السنين ..رمقت جوريتها المتيبسة بنظرة حاسرة على أيام خلت ..تنحت عن دثار كرسيها وركعت ارضا جاثمة قبالتها ,أطالت التحديق وسيل الرؤى يتدافع منهمراً كأنه السيل العارم الذي لايبقي ولا يذر من سدود النسيان التي كانت قد ردمت بها مياه الذكريات لما كان من أحداث أٌفلت ,أخذ نبضها يتسارع ليتخلص من ركود أصابه من سنوات خلت  بالتحديد منذ أن هجرها الروح والدافع لوجودها  فقد اختاره الموت ان يكون أحد  أخلاءه ..أرتفع صدرها وأنخفض بسرعة وجيب خافقها .
لم تقم بأي حركة فترة غيريسيرة , لكن صوت دقات الساعه المأذنة بأنتصاف النهار حركت سكون الغرفة وفراغ الحركة فيها فتهادت ملتقطة جوريتها بحنو أم لحظة لقاء وليدها , قربتها من قسماتها المحزونة التي أختط عليها الزمن أخاديد وهموم كثيرة ..آلمها يباس وردتها .
تذكرت فرحة أول لقاء ,هدية,جوريه ,قبول الهوى وساعة الفراق عندها نزلت دمعة الأشتياق لتروي جوريتها ,ضمتها بحنان وأعادتها صفحة الكتاب ...
أشاحت برأسها صوب الساعة فتذكرت موعد الدواء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سميرة سلمان عبد الرسول البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/05



كتابة تعليق لموضوع : موعد الدواء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net