أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي الثلاثين من آب 2019م . 

" الحذر – الحذر من التسقيط الاعتباري والاجتماعي والإساءة والشتم وهتك الأعراض والغيبَة والبُهتان للمؤمنين فذلك مِن العقوق والذنوب التي لا تُغفَر "

" إنَّ وصايا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) هي منهجٌ تربوي وأخلاقي وسلوكي قيّم ينبغي الأخذ به صدقاً وطريقا "

:1: قال الإمام الصادق ( عليه السلام) في وصيته الشهيرة : (يا ابن جندب كُلُّ الذنوبِ مغفورةٌ سوى عقوق أهل دعوتِك ، وكُلُّ البِرِّ مقبولٌ إلّا ما كان رئاءً ،يا ابن جندب أحبب في الله وأبغض في الله ، واستمسك بالعروة الوثقى ، واعتصم بالهُدى يُقبَل عَملك فإنَّ اللهَ يقول : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه)
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 75،ص 282 :

:2: في هذا المقطع القيّم ينبغي الالتفات إلى أمور مُهمّة ، منها – أنَّ كلَّ الذنوب مغفورة إلّا ما كانت في عقوق المؤمنين من الأذى والإساءة إليهم وسلب حقوقهم والغيبة والنميمة والبهتان والافتراء والسب والشتم وهتك الأعراض والتسقيط الاجتماعي والاعتباري – فهذه الذنوب لا تُغفَر إلّا أن يرضى صاحب الحقّ الذي عققته وأذنبت بحقّه.

:3: في يوم القيامة يغفر الله تعالى للمُذنبين من الذين قصّروا في حقّه بحكم لطفه ورحمته ، ولكن ما يتعلّق بحقوق العباد لا يغفرها قبل أن يرضوا ويعفوا .

:4: ينبغي المسارعة في التوبة من هذه الذنوب قبل الرحيل إلى الآخرة والحساب وقبل فوات الأوان – ومن الضروري أن يطلب الإنسان العفو والرضا ممن أذنبَ في حقّه.

:5: وقال ( عليه السلام) (وكُلُّ البِرِّ مقبولٌ إلّا ما كان رئاءً ) – المقصود بالبِرّ هنا هو الإحسان بالمال أو بالجاه أو بقضاء الحوائج أو حلّ المشاكل بين الناس ، ولكن هذا البر أو الإحسان لا يُقبل إذا كان مشوباً بالرياء وبالعُجب ، والقرآن الكريم والروايات الشريفة تُحذرنا من هذه الآفة التي تحبط الإعمال وتجعلها غير مقبولة.

:6: المطلوب في عمل البر والإحسان هو الإخلاص دون انتظار ثناء أو مدح أو مَكسب من جاه أو سلطة أو غير ذلك- فالمعيار هو خلوص العمل ولو من قليل.

:7: يجب المحافظة على الدافع الإلهي في الإحسان وعمل الخير للأخرين ، لأنَّ الذي يعمل لوجه الله تعالى يعتقد يقيناً أنَّ عمله لا يضيع عند الله وسيثيبه .

وروي عن النبي الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه ( سُئل : فيما النجاة غداً ؟ فقال : إنّما النجاةُ في أن لا تُخادع اللهَ فيخدعكم فإنّه مَن يُخادع اللهَ يخدعه ، ويخلع منه الإيمان ونفسه يخدع لو يشعر ، قيل له فكيف يخادع الله ؟ قال : يعمل بما أمره الله ثم يُريد به غيره ، فاتقوا اللهَ في الرياء ، فإنّه الشرك بالله ، إنّ المُرائي يُدعى يومَ القيامة بأربعة أسماء : يا كافر ، يا فاجر ،يا غادر ، يا خاسر ، حبطَ عملُك ، وبطلَ أجرُك ، فلا خلاص لكَ اليوم ، فالتمس أجرَكَ مِمّن كُنتَ تعملُ له) 
: وسائل الشيعة، الحر العاملي ،ج 1،ص 69:

:8: لنحاول أن نراقب أنفسنا ودوافعنا وأعمالنا وأن نطلب بها وجه الله خالصا – لأنَّ المعيار الحقّ في قبول البرّ والإحسان هو الإخلاص ولو من قليل – ولنخلص في أداء واجباتنا ووظائفنا .
______________________________________________

أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الثامن والعشرين من ذي الحجّة الحرام 1440 هجري , الثلاثين من آب 2019م . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/30



كتابة تعليق لموضوع : أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي الثلاثين من آب 2019م . 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net