كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

رسالة إلى إبنتي ..القسم ٩

وهنا أريد لك ان تعرفي رابعاً أن النجاح في الزواج أمر يجب أن تريديه وان تعملي له وان تبذلي في سبيله وان تضحي من أجله . وقاعدتي هنا بسيطة أيضاً : اذا لم توطدي النفس على ملاقاة شريكك بعد ثلاثة أرباع الطريق فإنك لن تلقيه في منتصفه .

اذكري ان الزواج بداية حياة جديدة . وإن الذي يقبل أن يتزوح يحزم أمره على أن يعايش إنسانا له غير طبائعه وخلاف عاداته ، وأنه إن لم يتنازل عن كثير مما عنده فإن الآخر لن يتنازل عن قليل أو كثير مما يريد .

أعقد العزم ، يوم تتزوجين ، على أن ينجح زواجك واعملي من أجل ذلك ، وزواجك لن ينجح إلا بحبك الأكيد لزوجك وبيتك ، وبتضحيتك من اجلهما واستعدادك لفهم الرجل الذي ربطت مصيرك بمصيره ، فهم آلامه وآماله ومقاسمته افراحه واتراحه ومشاركته سراءه وضراءه .

لا تنسي أن الزواج السعيد لا يمكن أن يكون حظا ولا نصيبا ، بل هو جهد وعمل وذكاء ولباقة وحسن فهم وقديما قال شوقي :

أعدت الراحة الكبرى لمن تعبا

وفاز بالحق من لم يأله طلبا

ولعلك ساءلتي يا بنية عن سبب التعاسة الزوجية وعن مسؤولية الرجل فيها ، وعن العدد العديد من النساء الطيبات اللواتي لا يجدن في زواجهن إلا الصاب والعلقم ؟ وإني لأعترف لك مسرعاً أن في الرجال السيء السفيه ، وأن فيهم المطلاق الخسيس ، وأن فيهم ... وفيهم ... ولكن هل يبرر ذلك كله ترك الأمر للحظ والصدفة والقعود عن الأستعداد لأخطر حادث من حوادث حياتك ؟ اعقلي ثم توكلي ..

نكمل معكم الحديث في القسم التالي ، فتابعونا .

طباعة
2019/08/18
1,366
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!