مجزرة الايزيدين بين العطش والاغتصاب
كمال الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كمال الموسوي

انا كلما حاولت الكتابة عن مجزرة الازيدين لا تطاوعني يدي على الكتابة ابدا ولا تسعفني الكلمات، فكلما تذكرت تلك المجزرة اشعر ان شيء يطبق عاى صدري فيمنعني عن كتابة ادق التفاصيل عن تلك الكارثة. فعادة ما اكتفي بالإشارات البعيدة ...
بعد انقضاء اليوم الاول من تلك المجزرة، اخبرني صديقي سيف الايزيدي من على جبل سنجار ان العطش كان اشد مرارة من تلك المجزرة. يقول سيف رأيت بأم عيني كيف كانت تتيبس ارواح اطفالنا فتزهق من شدة العطش وكنت ارى النساء كيف لا تقوى على الحراك ولو لمتر واحد من شدة ما حل بهن، كنت اشاهد ارواحنا تذبل دون ان ندرك ما نحن فيه حتى كنت أقول مع نفسي انني في حلم من العالم الافتراضي فلا اعتقد ان الواقع يكون سيّء لهذا الحد، ما حل بِنَا يا سيد كمال لا يتخيله العقل ولا تستوعبه افكار كاتب عكف الف عام في محرابه ليكتب قصص الخيال .. فليس لأي كاتب في الكون له القدرة ان يكتب عن فتاة بعمر الورد تغتصب حد الموت علي أيدي شرذمة قذرة تكاد عفونتها تزكم الأنوف.
كنت اسمع صريخ استغاثتهن بكل شيء.. الله.. السماء.. الأنبياء.. لكن ولا من مجيب!!! لم تزل اصواتهن ترن في مسامعي ولن تبارحني ما دمت حيّا ..
كان الموت يحيط بِنَا في كل جانب حتى صرت اعتقد ان وراء كل حجر على ذلك الجبل الأصم يقف الف ملك للموت جاء ليقبض ارواحنا بطريقة لم نتخيلها يوماً ما.. اصبح الموت لدى أغلبنا أمنية قصوى فليس بأيدينا حل سوى الاستسلام للموت .. المني جداً صراخ الجرحى وهم يتلوعون فوق صخور السنجار اللاهبة .. سعيد الحظ من مات هناك دون ان يشاهد نساءه تقاد كالأغنام الى مقاصل الاغتصاب.. يتبع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat