سكبتك في عينيّ أغنية الأصيل...وواريت لحنك بأنفاسي كي لا أستبينه ..وشددتك نحو أعماقي برباط القدسية والصدق،ولظمتك في مهجتي عقدا من فلّ أبيض ملائكيّ يهفهف اريجه كلما طوّحني الشوق لمداعبةٍ شقيّةٍ من ربيع عينيك..
تجاوزت معك حدّ الذوبان المسكوب حرارة من لهيب الشمس في ذات توقّد،والأكثر إنتعاشاً من برتقالية الشفق في ذات غروب حالم...
أرقتُكَ في عيني بحرا من اشتياق،ونظمتك في وحيي قصيدا وأغنية للعيد الكبير،وأذبتُك في شراييني لحنا هامسا نقيّا ينام على وشوشات روحي،ويقتات من عينيّ الشجن... ويُصبح على جنّة من ورد جوريّ أحمر...
استمطرت اجفاني هبةً لتهمي على دروبك القاحلة المرشومة بالجفاف فتعبر بك أنهاري فردوسي الأخضر المزروع بالنرجس...
ألا يكفيني يا خصيم الروح ما وهبت!!
فلتحفرقبري بيديك،ولتستخرج بقايايَ من حنايا أوردتك لأنهمر مع قطرات دمك المحنّطة وأنسكب كحبّات برد جامدة ترامت على جليد مشاعرك..ولتثقم شعائر جنازتي على ناصية عبورك،ولتعبئ ذرّاتي في قوارير النسيان.فلم يعد يهمّني...فلقد متَّ في أعماقي ألف ميتةٍ، وقت همَمت بالرحيل تاركاً لي بعض أطياف رجُلٍ يجول في زقاق عذاباتي..
وبعضُ أنثى اتّخذت من وجيع الهجران كِسرة بقاء،،وشظايا روح لا زالت تحتفظ ببعض بريق..
أتدري!
خَيبتي كبيرة!أكبر من أن تفهمها أنت في ذات إدراكٍ ..
خيبتي كبيرة وقت زرعتُ أحلامي في جنانٍ قاحلة ترامت في أمانيك..
وقت تسوّلتُ النور من رحايا حِلكة تجوب فيك ..
وقت نسيتُ أن افتح أبواب الصِبا على غير نافذة تُطلّ على مراميك،
وقت راهنتُ الزمن على الوقوف على عتبات وقتك،ومجرّات لياليك...
وقت أقفلتُ الروح بقفل صَديءٍ ،وأعرتك المفتاح لتسجنني في تَباهيك..
وقت سكبت كل ،كل اشتهاآآآتي في بحور عينيك،وأودعتها قصور علاليك...
فاذهب!
فما عدت تلك الفراشة الساذجة،التي وهبتك الروح قرباناً لتحظى ببعض دفءٍ لذيذ ،فصيّرها عشق الإنبهار رمادا،ولا تلك اليراعةُ الرهيفةُ التي ساومت على روحها لتشقّ عَباب ضوئك الوهميّ عابرة نحو أجنة نور لم تتكون بعد...
فها أنا أستفيق من جديد،اعانق الصبح الوليد.. اجوب رحاب السماء بشموخ أنثى لا تستهويها قيود أرضيّة،لها روح تهفهف نحو سماوات الوجود ..تريد أن تعانق الفضاء،الفضاء الذي لا تحلّق فية الأرواح المطمئنة ألاّ نحو بارئها..
فقط!
قبل أن تغادر؛إختر لكَ من أبواب النفس أوسعها لتمرّ محملا بحقائب الماضي الهَرم..واغلق خلفك أبواب الرؤى المسكوبة في مآقي عينيّ لحنا حزينا،،وتأبط وحي أفكارك الرثّة وخُض مع الخائضين.
ودعني!
دعني أقم صلوات عشقي في محراب وحدتي بأمان،،أطلب الغفران للروح الجانحة نحو جهنّمك،،
فلقد تجاوزتُ الحدّ المسموح به للإيمان بكذا حبّ رثّ مُريب...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat