صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

هل تتستر الديمقراطية على الفساد والمفسدين ..؟!
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم تأتي الديمقراطية في التجربة العراقية بالفساد كما انها بالوقت نفسه ، لم تعزز ظاهرة اعداد الفاسدين ، بحسب ما يتم اعلانه من المؤسسات الرسمية او الاعلامية بل صحيح ان الديمقراطية مازالت كالشعارات القديمة تستخدم لتحقيق مفارقة بالغة التعقيد : من يعمل لا يحصل على حقوقه ، ومن لا يعمل يستحوذ على المزيد من المكاسب .

ان واحدة من مميزات العصر الحديث ، لا تسمح للصحافة بحرية التعبير والتعددية والتنوع فحسب ، بل ترصد كل ما تؤدي اليه التحولات والصراعات حتى عندما تعمل السلبيات كعمل الاشباح ، و تتخفى خلف الشعارات .

فالفساد قديم قدم الظلم ، والعنف ، وقديم قدم الاشكال غير العادلة في تحقيق معادلة : الواجبات - والحقوق .

والديمقراطية بأنواعها ممارسة عملية ككل ممارسة لأي نظام ان كان استبداديا او اشتراكيا او نازيا او دكتاتوريا او مختلطا .. الخ .

لان النتائج لا ترتبط بالمفاهيم وبالمثل المحدد وبالعناوين ، بل بما يحصل من تطبيقات تشمل المجتمع برمته ، ولهذا من الصعب الدفاع عن ( الاخطاء ) او اهمالها ، خاصة التي لا تسهم بتطوير الحياة اليومية للسكان ، والتي تؤدي الى نكسات لا يمكن التستر عليها .

اذآ فالفساد والمفسدين كما كانو يتسترون خلف عناوين براقة تراهم في زمن الديمقراطية يتسترون بشفافيتها مرة اخرى .

فهل على الصحافة المستقلة - بمعنى التي تمثل الغالبية ولا تتستر على الانتهاكات وتتخذ من الوثائق والمعلومات منهجآ لها -

ان تنحاز الى الطرف او الى ظاهرة على حساب الاخرى ...؟

ذلك لان حياتنا اليومية ومنذ عقد مازالت تتعرض لنكسات من العنف اليومي المخيف ، الى التعثر في الخدمات وصولا الى الفساد ... الخ . مما يسمح للديمقراطية ان تشكل وعيآ حقيقيآ يسند شرعية القوانين والحق العام والحرية الشخصية .. فالمواطن ( الديمقراطي ) سيشكل القوة الحقيقية الرادعة لهذه الظواهر والا فأن انسحابه او تذمره او صمته او تمرده ، لن يظفي الى الممارسة التي تحد من السلبيات ، بل قد تعزز الفوضى ان لم تصبح التطبيقات ممارسة يومية لصناعة حياة افضل بعيدا عن الدوران واضاعة الزمن .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/23



كتابة تعليق لموضوع : هل تتستر الديمقراطية على الفساد والمفسدين ..؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net