كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

فما بالُ العراقِ يئنُّ جوعاً* وكلُّ ترابهِ  ماءٌ  ونورُ؟

البحر الوافر

 

 

فما كان العراقُ بذاتِ يومٍ**على الطرقاتِ تنهشهُ النسورُ

 

ولا كان الفراتُ بإبن سوءٍ ***موائدهُ الكواعـبُ والخمورُ

 

ولا أمسى بدجلة َأو رباها *** أنينُ البؤسِ أو ثـديٌّ يغورُ

 

ولا للشّحِّ في الفيحاءِ دارٌ** بها الخيراتُ تطفحُ والسـرورُ

 

ولا الحدباءُ قد نزعتْ حلاها ** فوجهُ الأرض ِتبـرٌ والنميرُ

 

ولا ألفَ النخيلُ سوى شموخٍ **يطأطأُ دونهُ الأسدُ الهصورُ

 

ولا كانَ الشمالُ على فراق ***  كذا مرّتْ دهورٌ بل عصورُ

 

فما بالُ العراق ِ يئنُّ جوعـاً****** وكلُّ ترابهِ  ماءٌ  ونــورُ؟

 

وما بالُ الشبابِ ينطُّ غــربــاً ***** وإنْ أكلتْ آمانيهم بحورُ؟

 

إلى كمْ ذا تعاني مـن مـرار***** أجـــبْ يا أيها البلدُ الصبورُ

 

تريدُ منَ الزمان ِصفـاءَ طبــع ٍ***وطبـــعُ الدهرِمنقلبٌ غـدورُ

                                                                         

فكمْ ديســـتْ أمامَ العين ِخلقا *** وكـم مـنْ خلفنا طُعنتْ ظهورُ

 

وكلٌّ يــدّعي حقّــاً لشـــــعب ****كــأنَ لســـــــانهُ عــيٌّ قصــيرُ

 

مصيرُ الشعبِ حــــقٌّ لا لفـــردٍ ** ولا للغــيرِ يحـكمُ ما المصيرُ

طباعة
2018/12/07
1,908
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!