صفحة الكاتب : نبيل القصاب

لو دامت لغيرك ما وصلت إليك القادة العراقيون الى أين ؟
نبيل القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لنسأل انفسنا ونقول , أين هم الأنبياء والأولياء الصالحين , أين هم أجدادنا الذين سطروا التاريخ , أين هم  الرجال العظماء الذين كتبوا التاريخ , اين هم القادة الذين تفاخروا بأسماءهم وبطولاتهم , بكل تأكيد رحلوا الى دار الأبدية ودنيا الأخرة , وعجلة الحياة دواره .

البعض من الاحزاب و الشخصيات السياسية المحسوبين على السياسة في  العراق احتفلوا برحيل القوات الأمريكية , وهم انفسهم  الذين ساعدوا تلك القوات بدخول العراق واسقاط حكم الطاغية صدام , والبعض منهم كانوا على ظهر الدبابات مرشدين . واليوم يحتفلون بخروج اصدقاءهم واسيادهم ويعتبرون ذلك انتصار للمقاومة الشريفة واصرار الحكومة العراقية في شخص نوري المالكي . اية مقاومة  ؟ وضد من ؟ مقاومة شريفة ام مقاومة من اجل اعادة الحياة للعراق والعراقيين .

لكن مع الأسف دخل القومية والعنصرية الطائفية على خط الحرية واستقلال العراق , وتدخل دول الجوار , والاوضاع الاقليمية في المنطقة , واصبح الكل يحلم بكرسي من كراسي الرئاسة , البرلمان , الحكومة . وبدء الصراع المخفي والمعلن احيانا ً بين هؤلاء , وتحول العراق الى بلد الفساد والرشاوي والسرقات , واصبح لدى كل واحد في السلطة رصيد بالمليارات في البنوك العالمية وعقارات ومشاريع بالمليارات , بعد ان كانوا قابعين في دول الجوار ودول اوروبا كلاجئين ويعيشون على راتب الاعانة , وأكثرية هؤلاء الذين اصبحوا وزراء وسفراء ومسؤولين كبار كانوا في يوم من ايام حكم صدام , بعثية ورفاق واعضاء في الحزب , وبين وليلة وضحاها تحولوا الى مناضلين وثوار ومعارضين .

مالفرق في العراق بين زمن الاحتلال وزمن خروج الاحتلال ؟ انا اعتقد لاشيء ونفس الشيء , لآن من في الحكم هم نفس الأشخاص ولم يتغير شيئاً والكل يحسب نفسه حاكما ً للعراق . ويفكر انه باق ٍ الى الأبد , بعد التحرير عام 2003 نرى نفس الوجوه , تاره نراهم اعضاء في البرلمان , تاره وزراء في الحكومات , تاره مسؤولين كبار ومتسلطين على رقاب الشعب العراقي المسكين . نرى ونتابع التلفزة لنشاهد الصراع القومي والطائفي وفي بعض الاحيان الحقد الشخصي بينهم .

اعتقد ان القوات الامريكية المنسحبة من العراق لم يكونوا قد وصلوا الى الكويت عندما ضغط  رئيس الحكومة نوري المالكي على زر القنبلة الموقوته في السياسة العراقية الهزيلة وفتح ملف نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي , وادخل العراق والعراقيين في معمعة لا يحمد عقباه , وبدء ابطال اللاقطات امام عدسات الفضائيات في التصريحات النارية , وتجاوز البعض الحد والقانون , والتحدث بحجة الدستور في العراق , هذا الدستور الذي يفصل بين الحلال والحرام بين القوى المتصارعة حسب مصالحهم الشخصية .

السؤال المحير هنا , على أي اساس وبند قانوني يطنق أحدهم بتخرصات غير مبالية ليفجر الأزمة بين الحين والأخر ؟


اخر هؤلاء النائب حسين الأسدي النائب عن ائتلاف دولة القانون , ويقول:

 أن رئيس الجمهورية جلال الطالباني تنطبق عليه إحكام المادة الرابعة/ب من قانون مكافحة الإرهاب لإيوائه نائبه طارق الهاشمي، معتبرا التستر على الهاشمي خرقا دستوريا وقانونيا صريحا للقضاء.  وإن "ابرز مسؤوليات الأجهزة التنفيذية هي حماية المؤسسات الدستورية وخاصة القضائية وتنفيذ القانون وليس التستر والإيواء لمن تهمته الإرهاب"، مؤكدا أن رئيس الجمهورية جلال الطالباني وسلطات إقليم كردستان تنطبق عليهم احكام المادة الرابعة/ب من قانون مكافحة الارهاب".و أن "نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي صدرت بحقه مذكرة إلقاء القبض وفق المادة 4/أ من قانون مكافحة الإرهاب"، معتبرا "إيوائه في إقليم كردستان خرقا دستوريا وقانونيا صريحا لأهم المؤسسات في الدولة العراقية وهو القضاء"..... الخ من  كلام فضفاض .
 ماشاء الله على الديموقراطية في العراق , نائب في البرلمان , يوجه الأتهامات الى رئاسة الجمهورية , وشخص رئيس الجمهورية ويعتبره أرهابي ؟ لكن الأسدي لماذا لايوجه الأتهام الى رئيس أئتلافه , كونه المتستر على وزرائه الحرامية والمفسدين , وفتح ملفاتهم ؟ ولماذا لايسأل كيف ان المالكي قام بتصفية المعارضين ؟ ولماذا لايسأل ماذا فعل للعراق والعراقيين ؟ واين الاجهزة الامنية من تنفيذ قرارات القضاء على الاخرين والهاربين او الموجودين داخل المدن المقدسة في العراق او في دول الجوار؟
أن أقليم كوردستان , لحد الأن أقليم ضمن وحدة اراضي العراق , ويحق لنائب رئيس الجمهورية الأقامة في أية بقعة من أرض العراق , ورئاسة وحكومة وشعب أقليم كوردستان لم يكن شريكا ً في جرائم النائب الهاشمي , هذا أذا كان قد فعل تلك الجرائم , لم يكن طرفا ً في الصراع على السلطة بين السنة والشيعة في العراق . ولايمكن منع عضو في رئاسة الجمهورية من السفر اينما يريد , وكان الأجدر بحكومة المالكي منع الهاشمي من السفر من مطار بغداد و لكنه كان يريد نقل الأخفاقات الى أرجاء العراق , وتورط أقليم كوردستان في المشكلة . في نفس الوقت فأن رئيس أقليم كوردستان كان سباقا ً دائما ً في تطويق الأزمات بين الأطراف في بغداد , ولهذا تدخل وطالب بمؤتمر وطني من اجل تصفية الأجواء بعد خروج الأمريكان .
كذلك طلب  رئيس الجمهورية جلال الطالباني، إلى احترام عمل وتخصص القضاء العراقي والثقة به، مطالباً بعدم التدخل في شؤونه والطعن بقراراته، فيما وصف إصدار مذكرة اعتقال بحق نائبه طارق الهاشمي وعرض اعترافات عناصر حمايته في وسائل الإعلام بـ"القرارات المتسرعة".
لكن يأتي السيد  نوري المالكي ويحذر حكومة  أقليم كوردستان خلال مؤتمر صحافي عقده، في الـ21 من كانون الأول الماضي، من السماح لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بالهروب، مؤكدا أن عدم التسليم أو السماح له بالهروب سيثير المشاكل مع الإقليم، والمشاكل موجودة ومستمرة . لآن المالكي لايوفي بالاتفاقيات والتعهدات , ولايعمل ضمن دستور العراق .نقطة مهمة  أن نذكر بأن الكرسي الذي يجلس عليه المالكي والأخرين لايدوم ونذكرهم بالقول المؤثر : لو دامت لغيرك ما وصلت إليك .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل القصاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/02



كتابة تعليق لموضوع : لو دامت لغيرك ما وصلت إليك القادة العراقيون الى أين ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net