صفحة الكاتب : حسام عبد الحسين

الشبيبة العراقية في تطورات المرحلة
حسام عبد الحسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعاني دول العالم الثالث من العنصرية تجاه الإناث. وفي الوقت نفسه لديها عنصرية تجاه الشباب. تبدأ من طرق التربية الاسرية الفاشلة كالتلقين دون دليل والضرب والتعليم بالأساطير والخرافة. وبتسخيف التفكير والتفكر في وقائع الامور، وعدم النظر من الجانب العلمي للحياة.

ومن أكثر الصفات سلبية وسلطوية السائدة في المجتمع العراقي هي اتهام الشباب بالعار  وتبرأة الوالدين من فشل التربية. فيتم اتهامهم بالانحراف وعدم الخبرة، فإذا علمنا اطفالنا على أسس حديثة وعلمية،  وبنت الدولة مناهجا دراسية رصينة وواعية سوف يكونون مهيئون للقيادة بعقلانية.

عندما تعرض العراق لاضطهاد طويل، نشأت أجيال من  الشباب لا تحتاج إلى الحرية والتفكير ولا تعرف معناها في حق الحياة، وتأقلمت مع رجال الاضطهاد وان كان ظاهرياً، وعاشت في خندق لقمة العيش، واتخاذ فكر معين والدفاع عنه، لايجاد شيئا في النفس تعتبره منجزا، رغم استمرار الكذب والنفاق والغش والرشوة وغيرها، والخضوع لكل نظام السياسي اياً كان. بل حتى مع اسرته فانه يهتم بايجاد عمل لاولاده وتزويج بناته في المستقبل فقط، ويبقى ضد كل تقدم وتطور يختلف مع نمطه وتخاريفه.

ما دمر الشاب العراقي اليوم امرين: الاول: تدمير الاقتصاد بتوزيع غير عادل للثروة. الثاني: تدهور الثقافة الفكرية من جميع اتجاهاتها السياسية والاجتماعية والاخلاقية وغيرها. وهذا الفشل في الامرين ليس المتهم فيه الاسلام السياسي وحسب وان كانت عليه النسبة الاكبر؛ بل حتى القوى المدنية او التي سوقت نفسها بأنها تمثل الخط السياسي المتمدن، اتبعت مصالحها وامتيازاتها. والنتيجة كانت دولة فاشلة بالمعنى المطلق وبالتعريف القانوني لدى المنظمات الدولية، وتعني دولة غير قادرة على حماية مواطنيها جميعا فضلا عن شبابها.

إن الشاب العراقي يعيش في مهب الريح، ليس هناك اي سلطة للدولة او مؤسسة معينة يمكن ان يذهب إليها لتقديم شكواه، وحتى النادر منهم من استطاع ان يمسك زمام قيادة او سلطة فهو يجب عليه ان يأخذ قراراته وتوجيهاته من الجهة التي وضعته، وبالتالي؛ سيكون مجرد اداة ظاهره شاب قيادي متمكن وباطنه مسلوب القرار والتخطيط، لانه وضع على معيار شرطي حزبي توافقي. وعليه؛ لابد ان يكون هناك نظام سياسي رصين ودولة قوية، ليكون للشاب كامل حقوقه السياسية والتنفيذية في الدولة، وتوضيح امكانياته في تفكير وتخطيط مستقل ينسجم مع تطلعات العالم الثقافية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسام عبد الحسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/21



كتابة تعليق لموضوع : الشبيبة العراقية في تطورات المرحلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net