صفحة الكاتب : حسام عبد الحسين

دموع السيادة
حسام عبد الحسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    دموع على شاطىء بحر ترسم بلدا مستباحا، وموسيقى السماء تواسي ارواح الثكالى، وريشة رسام تخط على رغيف لوحة رصيف محترق، وجمرة اداعبها فوق كفي فيها حبائل كبرياء مقهور، وافاعي تبتسم في خاصرة الوطن، تبعث رائحة اقصاء همجية، وتمد العنفوان من سذاجة الفكر، فترتع حثالات مصنوعة من زيف الاقدار ليخلق غطاءا من ظلام يعم ادمغة الحياة، حتى خلقت الشمطاء من ذلك الظلام، فناداها البعض بالشقراء، حيث تراشقت النشوات في الفضاء، وتمايلت الشقراء في السكر العتيق، وافرز الجسد فرائس الغضب، حتى كانت نشوة الشفاه تشتاح جرم السماء، وكان الخلق يسير في وهم اليقين المنصرم، واعتادت السيادة ان تتمايل في غرائز القداسة.

   ثم كتبت الدموع من تراب الشاطىء اعظم الاسرار، ووضحت كيف تفنى الشعوب، وكيف تعتلي خرافة قمم القيادة، حتى يسود الغلمان عروش الرئاسة، وتضمحل الكرامة في مدن الاضواء الزائفة، ويقتل الشهيد برصاصة غدر ساخرة، ويبقى دمه شعارا يتغنى به قاتله مع خادعه، ويثبت السلطان ملكه في ذريته، ويضحى الفرات علقما في افواه الاباة.

   اليوم تراشقت الشمس مع نخب الطبيعة كأس الانتخاب، وانعكس المجتمع عن اصل الحقيقة، وولد الهرم من رحم الذكاء، وانصاعت الاقدار نحو صراع الابادة، لذا؛ صارت السعادة تهوى نصوص الابادة، ونبض الفؤاد يلحن توحد الالهام، وصراخ الايتام من هول النضال، واغتصبت اجساد الثكالى على قبر من توسد تحت التراب، يستنشق انفاسه سرا، ويداري قاتليه صبرا، ويسير بين الاشجار هاربا، لكنه منتظر خفايا مكنون ازلي؛ ليضج ثائرا.

   دموع وطن مستباح تعانقت مع موسيقى السماء، وصارت ريشة الرسام جذور العناق، والرغيف زهرة الحرية، وانصاعت الجمرة في امواج الشك الهائلة، وفنيت الشقراء بعد قتل السيادة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسام عبد الحسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/26



كتابة تعليق لموضوع : دموع السيادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net