البصرة من ازمة المظاهرات الى- ازمة تلوث المياه
جنان الهلالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جنان الهلالي

تعاني المحافظات الجنوبية وخاصة محافظة البصرة من أزمة مياه خانقة منذ سنوات، أزمة تشتد كل صيف ليخرج معها المواطنون إلى الشوارع في احتجاجات مناوءة للحكومة تطالب بتوفير الخدمات ومن بينها مياه الشرب،
لقد اشتد ت حدة المظاهرات في الشهرين الآخيرين تظمنتها بعض الأعتصامات والمواجهات بين المتظاهرين
ورجال الامن ولكنها تمخضت بلفشل لعدم تلبية مطالب المتظاهرين مع انها مطالب مشروعة وابسط مايحتاجه اليه المواطن الا هو الكهرباء ،والماء خاصة في فصل الصيف حيث تصل درجات الحرارة الى 50درجة .
وقد تفاقمت ازمة البصرة عشية عيد الأضحى المبارك حيث شهدت المحافظة لحالات تسمم لألاف المواطنين
وسط تكتيم حكومي .
وفي أسوأ كارثة صحية تشهدها المحافظة، أصيب أكثر من 4000 بصري بالتسمم والإسهال نتيجة شربهم للمياه الملوثة في مدينة البصرة،
حيث أعلنت المؤسسات المعنية في البصرة انها سجلت إصابة أكثر من 4 آلاف إصابة بحالات الإسهال والتسمم، مشيرا إلى أن المسؤولين المختصين أخفوا تلك الأرقام خشية فقدان مناصبهم، و عجز الحكومتين المحلية والمركزية عن معالجة ا لأمر لانشغال. النخب السياسية بتشكيل الكتلة الأكبر المفضية لتشكيل الحكومة القادمة.
"وتعاني البصرة منذ أسبوع من حالات إصابة واسعة بالمغص المعوي والإسهال والتسمم". حيث بلغة نسبة التلوث الكيميائي بلغة بنسبة تفوق 90% نتيجة القاء المخلفات الصناعية في الأنهار فضلاً عن تآكل الأنابيب الموصلة للمياه في مختلف أحياء البصرة .
تشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة الموارد المائية في العراق إلى أن معدل انسياب المياه في نهري دجلة والفرات وروافدهما انخفضت بنسبة أكثر من 50% خلال السنوات العشر الماضية وأنها ازدادت شدة خلال العامين الأخيرين بسبب قطع إيران لبعض روافد نهر دجلة وتحويلها إلى الداخل الإيراني فضلا عن سوء إدراة ملف المياه من قبل الحكومات المركزية والمحلية المتعاقبة، ما أدى إلى استفحال الأزمة مؤخرا.
مدينة البصرة ،والتي تتربع على عرش تصدير النفط في البلاد، مدينة يشير خبراء نفطيون إلى أن ما يضمه باطن هذه المدينة من نفط يفوق ما تملكه ثلاث دول خليجية مجتمعة، إنها مدينة البصرة أقصى جنوب العراق، مدينة عانت وما زالت تعاني في كل شيء، فمن البطالة التي تعصف بشبابها إلى سوء الخدمات والبنى التحتية والكهرباء وصولا إلى الكارثة الكبرى المتمثلة بالتلوث الشامل لمياه الشرب في المدينة، الأسطر التالية تقرأ في معاناة أهل البصرة خاصة وجنوب العراق عامة من تلوث المياه ،
مدير شعبة تعزيز الصحة في دائرة صحة البصرة "تحسين صادق النزال"، وفي تصريح صحفي له، دعا مواطني البصرة إلى تعقيم المياه عبر منظومات التعقيم المنزلية المعروفة بوحدات الـ R0 أو أو بمادة الكلور أو عبر غليها قبل استهلاكها خاصة التي تستخدم للشرب، أو استخدام قناني المياه المعدنية المعقمة بالأوزون.
وأشار بعض المختصين ، إلى أنه يجب على سكان البصرة استخدام وحدات تصفية وتعقيم المياه المنزلية في سبيل الحد من حالات التسمم، إلى أنه لا يوجد حل قريب لأزمة تلوث المياه، وأن وحدات التنقية التي تباع في الأسواق أثبتت نجاحها في تعقيم وتصفية المياه، محذرا من استخدام المياه الواصلة للبيوت لأغراض الشرب أو الطبخ، ولكن يجب حل الازمة بأسرع وقت ممكن لأن في ظل الفقر الذي تعاني منه شريحة كبيرة من سكان البصرة، حيث ليس لجميع المواطنين القدرة على شراء وحدات تصفية المياه المنزلية التي قد تصل سعر الواحدة منها الى 2500 دولار، بحسبه.
الاهمال الذي طال محافظة البصرة من سؤء خدمات
واهما ل البنى التحتية ، وبطالة وسؤء الحالة المعاشية
للمواطن تراكمية . ولكن متى تستيقض الدولة من سباتها وتجد حلول جذرية لهذه المشكلات ، وهل ستبقى البصرة تستجدي المياه ، ويناءا على مناشدات اهل البصرة اسرع أبناء محافظة الأنبار وتبعتها محافظة تكريت لمد يد العون الى اشقائهم من أبناء محافظة
البصرة بأرسال شاحنات من المياه المعقمة و كذلك بادرة هيئة العتبة الحسينية في كربلاء بأنشاء محطات تصفية وتنقية للمياه للمحافظة المنكوبة في ظل زمن الصمت
الذي دخلت فيه الحكومة المركزية والتي يجب ان يقع
على عاتقها الحل بهذه الأزمة .
يُمكن للإنسان أن يفعل الخير في أبسط الأمور، وليس شرطاً أبداً أن يكون هذا الفعل يحتاج إلى جهدٍ كبير، بل إن البساطة في فعل الخير تبدأ من مجرد ابتسامةٍ عابرة، تُعطي لمن يراها طاقةً إيجابية عظيمة، فلمبادرات التي قدمتها بعض المحافظات والهيئات المدنية لمحافظة البصرة تدل على وحدة الشعب بكل طوائفه وان
الشعب العراقي شعب غيور ، بتكاتفهم أسقطوا قناع الطائفية الزائفة ،يثبت العراقين وحدتهم وتكاتفهم في جميع الأزمات وأنهم نسيج واحد بعراقية واحدة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat