صفحة الكاتب : امل الياسري

نطمئن على أنفسنا ونحن بين ثنايا مشروعكَ!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان هناك طفلة صغيرة مع والدها، تسافر عبر غابات موحشة ملئية بالعقارب، والأفاعي، والقردة، وبينما كان الأب وإبنته فوق أحد الجسور، خاف عليها من السقوط، فإلتفت إليها قائلاً: يا إبنتي الحبيبة، أمسكي يدي جيداً حتى لا تقعي في النهر، حينها نظرت الطفلة لوالدها، وأجابته: لا يا أبي أمسك أنت بيدي أفضل، فتعجب الأب من إجابة طفلته، وسألها: هل هناك فرق بين أن أمسك بيدك أنا، وبين أن تمسكي أنتِ بيدي؟!

جاء جواب الطفلة الذكية سريعاً ودون تردد: نعم يا أبي هناك فرق كبير، فلو أمسكتُ أنا بيدكَ، قد لا أستطيع التماسك، وتنفلت يدي فأسقط في النهر، ولكن إن أمسكتَ أنتَ بيدي، فلن تدعها تنفلت منكَ أبداً، فأنا من كثرة ثقتي بكَ أطمئن على نفسي، وحياتي أكثر من إطمئناني عليها بنفسي، وهنا قبّل الأب الحنون إبنته الفطنة قأئلاً: بارك الله بكِ، ففي الشدة يحتاج المرء للصلابة والثقة، كفاكِ الله شر البلايا يا حبيبتي.

هناك رجال يتضح معدنهم في الملمات، ويواجهون مشاريع القمع والظلم، بمشروع الإنسان وحريته وكرامته، فيلونون كل أوراق حياتهم باللون الأحمر، دفاعاً عن الأرض والعرض، وهؤلاء هم مَنْ شعروا بالأبوة الحقيقة لإنقاذ الأطفال، وحاولوا إسترجاع حقوقهم، فهم شباب الغد ورجال المستقبل، فبنى رجال شهيد المحراب جسور المحبة والتواصل، بين مكونات الشعب في معارك الشرف والتحرير، والسبب أن الأجيال تطمئن على نفسها، لتعيش بأمن وثقة، بين أصحاب مشروع بناء الوطن والمواطن.

كلامنا عن الرجال والأحرار تحديداً، يا مَنْ ليس لنا غيرهم لنفتخر بهم، فأبناء الشهداء كآبائهم يتنفسون كرامة، ويسعون لبناء جسور الثقة والتلاحم حباً وكرامة للعراق، وكيف لا نتذكر الأول من رجب يوم شهدائنا الأبرار؟ فهم مَنْ أمسكوا بأيدينا لنثبت على طريق الولاء، لدرب سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، لننطلق نحو المجد والعلا وسط غابات الحقد، والتكفير، والإرهاب، وفي مقدمتهم شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم، وشهداء الحشد المقدس (رضوانه تعالى عليهم).

كم نستحي من دمائكم لأنكم لم تُقتلوا من أجلنا فقط، بل لتشعفوا لنا، ولم تنتظروا لنمسك بأيديكم، بل عمدتم لمسك أيادينا، لتنطلقوا بالعراق صوب الحرية، في مشروع عصري عادل يستحق منا كل التقدير، لأنه مشروع يصارع الموت بالجهاد والشهادة، ويسابق المنايا ليحققوا الإنتصار، على العقول المتفسخة وأوهام الخرافة، وقد آن لي أن أعلنها لكَ يا شهيد المحراب: أنا إبنتكَ المؤمنة بخطكم الشريف الموالية لمشروعكم الكبير، إمسك بيدي فأنتم موضع ثقتي.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/30



كتابة تعليق لموضوع : نطمئن على أنفسنا ونحن بين ثنايا مشروعكَ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net