صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

ماذا لو كانت المرجعية تمتلك جمهورية خاصة بها؟
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لعبت الكنيسة في القرون الوسطى والمتأخرة دورا كبيرا في تثبيت ركائز الحكم للطغاة والملوك المستبدين في أوربا فأنتج ذلك ملايين القتلى وأضعاف العدد من الفقراء والمعوزين، وكانت الكنائس مخازن للذهب الأصفر والأبيض.. لم يتطرق احد لتلك الجرائم لأنها تصدر حسب أعتقادهم من بيت الرب.

الكهنة كانوا أبناء الرب يفعلون ما يحلوا لهم، فجرائمهم كانت مبررة لدى عامة الناس، فالقتل والصلب وإغتصاب النساء والأطفال مشرعنة من السلطة الحاكمة وبرضا الرب لا يجرؤ أحد على المساس بها.

حاول الأعلام الغربي محو تلك الحقائق او طمسها والتركيز على الشرق والإسلام والمرجعيات الشيعية خصوصا وعمل على إلصاق التهم الإجرامية بها حتى وأن كانت فاعلها من شواذ المسلمين الذين لا علاقة لهم بالتشيع!

لم يسجل التاريخ لنا حادثة لمرجعية شيعية ناصرت الملوك والظلمة ولم يكن هناك مرجع يملك مليشيا مسلحة كما كان للكنيسة ولم  تملك القصور الفارهة ولا أكتنزت المال.

أغلب علماء ومراجع الشيعة والمتصدين للفتوى معوزين وفقراء بل حتى لا يملكون منازل لهم إلا ما ندر مع أن الذهب كان في متناول أيديهم من الحقوق الشرعية التي يأتي بها الناس بمحض أرادتهم، إلا أنهم كانوا عباد حقيقين للرب مطيعين لتعاليمه.

تعلق الناس بالمرجعية الدينية ارتباط روحي لا عن رهبة وخوف أو مصلحة كغيرها، فلو كان للمرجعية مليشيات تبطش وتقتل لوقف منتقدوها طوابيرا لتجنب غضبها واستجلاب عطفها ورضاها، ولما تجرأ أحد على المساس بها او النيل من هيبتها التي اكتسبتها بالحب والعطف الأبوي الذي وزعته بالتساوي على جميع المسلمين وغير هم دون أن تفرق بين عرق أو لون ولأنهم عباد مخلصون فقد كافئهم الرب بهذه المنزلة العليا لدى الناس.

بعض أولئك الشواذ ممن تأثر بالأعلام الغربي قشرا وليس مضمونا ممن  لم يقرأ كتب التاريخ,وتعلقوا بأستار الكنيسة ولم يغوصوا في أعماق الكتب وأمهاتها، حالوا أن يقارنوا بين أبناء الرب وعباده، وبحقد دفين تجرأوا على المرجعية الدينية التي كانت ولا زالت على مر العصور صمام الأمان لكل النوائب التي تواجهنا.

المرجعية الشيعية وضعت للعراقيين دستورا ينظم الحياة، فحرمت سرقة المال العام لأنها ملك لجميع العراقيين ودعت الناس لاختيار من يمثلهم وفق مواصفات صحيحة بانتخابات ديمقراطية حرة وفق قناعاتهم لم تفرض اسما أو عنوان بعينه، وتدخلت في الفتن الكبرى وهدأت من روع العراقيين وعندما وصل الأمر إلى إنهيار البلاد دعت الناس للدفاع عن وطنهم، وهي التي لم تمتلك شبرا واحدا في هذا الوطن.

ماذا لو كانت للمرجعية الدينية في العالم الإسلامي دولة خاصة بها كالفاتيكان؟ وتمتلك أساطيل من الطائرات والسيارات الفارهة؟ ومنعمة بالقصور والخدم والجواري؟ ولها علم خاص بها؟

هل سيرضى أبناء الرب حينها أن ينافسهم عبيد الرب؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/24



كتابة تعليق لموضوع : ماذا لو كانت المرجعية تمتلك جمهورية خاصة بها؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net