ماذا لو كنت َ في زمن الصادق عليه السلام !.
الشيخ حيدر العايدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حيدر العايدي

إلى الإخوة الأحبة الذين يستفهمون عن دور المرجعية العليا في كل الأزمات التي تعصف بالبلد - و هذا من حقهم طبعا - فالإستفهام بالتالي يأتي بنتيجة ، ليس كالنقد الذي ليس في محله , لأن من المنطقي أن يأتي النقد من المساوق للمنقود بالإختصاص ( اذا كان النقد في تخصصه وليس نقدا ً في أمر آخر غير التخصص) , وددت هنا أن أطرح بعض الأسئلة عليهم راجيا َ منهم سعة الصدر والصبر منها :
ـ ماذا لو كنت أيها المُستفهم في زمن الأمام "جعفر بن محمد" الصادق "عليه سلام , وتعيش سقوط نظام بني أمية من خلال ثورة تنادي بنداء يـ(الثارات الحسين) وتدعوا الى الرضا من آل محمد ولا تجد لإمام الصادق (ع) أي موقف داعم لتلك الثورة ؟.
ـ هل ستقول أن الأمام الصادق (ع) عميل لبني أمية؟.
ـ أم ستقول أن الإمام الصادق (ع) لا يهمه دم جده الحسين وأهل بيته عليهم السلام ؟.
ـ أم ستقول أن الإمام الصادق (ع) لا يبالي لظلم المؤمنين من بني أمية وجورهم ؟.
ـ أم ستقول أن الصادق (ع) إنما يستمتع برؤيا دماء الثوار وهي تُستباح من قبل بني أمية؟.
ـ هل ستستغرب من عدم استغلال الأمام الصادق (ع) للفرصة المتاحة , ولخلخلة النظام ليطرح البديل الناجع للأمة , ويشكل له جيش يقلب به الموازين ويتولى بنفسه إدارة شؤون المسلمين ويحكم بالسوية ؟.
ـ أم سيكون دورك وجُل ردة فعلك حينئذ هو قول : (ليش الصادق ساكت والناس كلها ثايرة)؟!.
أيها الأحبة .. ماذا لو كنا فعلا ً في تلك الأيام الغابرة مع (الصادق ـ ع) وتساءلنا هذه الأسئلة المذكورة آنفا ً .هل سنقتنع بحكمة الأمام المعصوم المفترض الطاعة ؟. أم سنلتحق بركب أبو العباس السفاح ؟ أو ركب عبد الله بن الحسن المثنى؟ أو نتبع حركة الزندقة (الإلحاد) التي ظهرت في أبان تلك الحقبة؟ أم سنكون فيما بعد زيديين ؟ لأن متبنياتهم الفقهية تحكم بأن الأمام حسب هو من يقوم بالسيف؟.
هذه التساؤلات علها تجعلنا نتأمل قليلا ً في سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ونتعرف على وضع كيان (الشيعة) في تلك الأزمان , ونعي وندرك نوع العلاقة التي تربطهم مع أئمتهم المعصومين (ع) كي نأخذ درسا لتعاملنا المستقبلي وعلاقتنا مع الإمام المهدي (عج) في زمن غيبته الكبرى . ولكي لا تكون لنا نظرة ظاهرية غير مُعمّقة ، أو أن نحكم على موضوع ما دون النظر إلى عواقبه السلبية ولو بعد حين . علما أني للآن لم أجب على التساؤلات ولم أكن لأجيب عليها , لأني أريد حقيقة من القارىء أن يجد ّ بالبحث في أحوال ذلك الزمان وظروفه السياسية والاجتماعية العصيبة , من خلال مطالعة صفحات التأريخ وما دونه لنا ليعرف مدى حكمة الأمام المعصوم (ع) في تعامله في جميع قضايا الأمة .
مع أني أسجل هنا ملاحظتي وأعلم أن الكثير ربما سوف لن يعجبه المقال , ولكني أقول لمن لم يعجبه الطرح , أكتب ما تشاء فلن يكون ما تكتبه أقل مما قيل سابقا ًعلى أمام معصوم له الولاية المطلقة . ولا تخف من شيء مطلقا ً فلن يكون هناك جيش الكتروني يرد عليك , أو يدخل على حسابك ليهددك , أو أن يتعرض حسابك للإبلاغ والتهكير ، لن يكون شيئا ً من ذلك أبدا ً ولكني أطلب منك فقط أن لا تنسى (الضمير) الذي ستقبل به على حكم عدل يوما ما .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat