بأنتظار المزاد الكروي
خالد جاسم
خالد جاسم
أعتدنا كصحافة رياضية وكما هو حال بقية نوافذ الاعلام الرياضي والمرئي منه خصوصا, مع اقتراب نهاية كل موسم كروي, وبداية التحضير لموسم جديد من ادارات الأندية أن نشاهد أفواجا من المدربين واللاعبين كذلك في زحف شبه مقدس لديهم تجاه الاعلام الرياضي من صحف وقنوات فضائية, وكل منهم قد أرتدى ثوب -الدلالة- وصار أقرب منه الى البائع الذي يعرض بضاعته تدريبا أو لعبا بحثا عن مشتر جاهز لتوقيع أوراق التعاقد مع هذا المدرب أو ذاك اللاعب, وبالطبع سوف تنشط في مثل هذه الأوقات في كل موسم جموع الوسطاء والسماسرة ومعظمهم لا يحمل توكيلا رسميا أو شهادة رخصة معترفا بها من الجهات المعنية في هذه المهنة التي لها أصولها ونظامها الخاص, وليس كما هو الحال لدينا حيث فوضى الأحتراف هي السائدة حتى مع محاولات تشريع قانون خاص بالاحتراف (وهو ما فعلته لجنة الشباب والرياضة البرلمانية من خلال مؤتمرها الأخير في فندق المنصور), مع ان موضوع الاحتراف لاتستوجب اطلاق قانون بقدر ما تحتاج الى لائحة قانونية وفنية تنظم عملية الاحتراف كما هو الحال في بلاد الله الأخرى. واللافت الذي يدخل في باب الضحك على الذقون وفي اطار المزحة الساخرة والمحزنة في ذات الوقت, انك تطالع أو تشاهد مدربا يفترض ان اسمه له بعض الصيت ولديه بعض النجاحات هنا أو هناك يطلع على الجمهور الرياضي وفي كذب مفضوح وتسويق بائس للنفس, ان العروض تنهال عليه من أندية شمالية وجنوبية ومن أندية مرموقة في العاصمة, وانه لم يتخذ قراره بعد وأخضع هذه المفاتحات -وهي بالجملة وليست بالمفرد - للتفكير والدراسة والتأني في الأمر, وهنا (وهذه عن تجربة حقيقية عشتها شخصيا) عندما تسأل تلك النماذج المضحكة من المدربين عن اسم ناد واحد فاتحه بالتدريب, يواجهك بالاعتذار أو التملص من الاجابة بأية طريقة ممكنة دفعا للحرج أو للحفاظ على سرية المفاوضات كما يدعون, لكن الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل الجدل ان لا أندية هناك قد فاتحتهم بالتدريب ولا هم يحزنون.. والأمر برمته لا يخرج عن نطاق الكذب الصريح والادعاء الفارغ من أجل تسويق بضاعة تدريبية فاسدة أو بائرة أو منتهية الصلاحية أصلا. وهذه النماذج الكاريكاتورية في مزاد التدريب والمدربين ترى نماذج مستنسخة عنها في سوق اللاعبين كذلك ولكن بصيغة مختلفة قليلا، لكن المفهوم مشترك, كما المضحك المبكي ان العديد من أدعياء التدريب والكفاءة والمفهومية في هذا العلم الصعب والمهنة الشاقة, يعتبرون أنفسهم محللين كبارا في كرة القدم ومفضلين لدى بعض الفضائيات التي هي أصل المشكلة بسماحها بظهور هؤلاء على شاشاتها ربما نتاج وساطات أو أشياء أخرى. وللأسف الشديد صارت مهنة التدريب حكرا على بعض الجهلة والطارئين, ومن ثم ليس من علامات تعجب او استفهام ونحن نشاهد موسما بعد اخر ذلك التراجع الفني المخيف في مستوى الدوري بشكل عام وهبوط اداء اللاعبين وافتقارهم الى الكثير من الامور الأساسية في التكتيك والمهارة بشكل خاص طالما سلمت الكرة العراقية مقاديرها لمن لا يحملون أدنى درجات الجدارة في تولي أصعب وأهم الحلقات الفنية في الرياضة وهو التدريب.
أتمنى على رابطة المدربين العراقيين المحترفين أن تمنح هذه القضية الأهمية المستثناة طالما ان المدرب والعملية التدريبية يقعان في صلب اختصاصها فنيا مع ان الأمر يقع ضمن مسؤوليات اتحاد الكرة, وهذا يعني ضرورة العمل بشكل تضامني بين الرابطة والاتحاد لأجل اعادة النظر بواقع العملية التدريبية عموما, وتصنيف المدربين بشكل خاص ووضع معايير وضوابط تحتم على ادارات الاندية الاستعانة بطراز متقدم من المدربين وعلى وفق تصنيف معروف ومكتسب الصفة القانونية, ونحن هنا لا نتجنى على أحد ولسنا بصدد قطع أرزاق الناس, لكن الأمر مهم وعلى قدر كبير من الخطورة لأنه يرتبط بحاضر اللعبة الشعبية الاولى ومستقبلها.. ليس الا.
السطر الأخير
**لا أخاف مواجهة الأسود ولكني أخشى غدر الكلاب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat