صفحة الكاتب : واثق الجابري

أليسو حلاً لا مشكلة
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مشكلات العراق لا تتعلق بالأموال والموارد والأيادي العاملة، بل بحسن الإستخدام وسياق الإستراتيجيات والرؤية للمشكلة من زوايا متعددة متخالفة، ولذلك تنفق مليارات الدولارات دون جدوى أو حسب أولوية، ولا تجد منها إلاّ الإستعراض والعقود الفاشلة والخطط المتكلسة بالأخطاء، وإستهلاك الموارد دون النظر الى أبعد من مقعد المسؤولية ومسكه بشتى الوسائل؛ حين يبرر المسؤول أخطاءه ويبرر المواطن فشل مسؤوله عند المقارنة بالدول، لكن لا المسؤول يعمل لخدمة المجتمع، ولا المواطن يختار من هو أحق بالتنصيب كي تتحقق خدمته!
أزمة المياه ليست بالجديدة، وكأن بإمكان العراق أن يكون مصدراً للمياه والزراعة بدل إستيراده من خليج بلا رافدين، ومحاصيل زراعية من مجمل دول المنطقة.
دجلة والفرات وشحة المياه، مسألة حياة أو موت وإنفاق أدى الى نفوق، وحصار سيؤدي الى إندثار، وتعلق أمر بين سياسة الدولة المائية والعوامل الطبيعية وسلوك الدول المتشاطئة، وغياب منظومات الخزن والنواظم وتقليل الهدر وكيفية توزيع المياه، مقابل إنخفاض المياه الواصلة سنوياً قبل ربع قرن (80- 100مليارم3 ) سنوياً، وتردي المياه بسبب سوء الإستخدام وأختلاطات الملوثات وزيادة نسبة الملوحة في أسفل نهر الفرات، وإستمرار العراق بإستيراد المياه من الخليج مع خسارة 5% من الأراضي الصالحة سنوياً، تناسباً مع إستمرار خسارة (250-500) ألف دونم كل مليار متر مكعب نقصاً او تلوثاُ.
يمكن للعراق تحقيق ما يحتاجه من مياه الشرب والإستخدامات الزراعية، أكثر من دول الخليج، التي تعتمد على مياه البحر عالية الملوحة، ويوفر (30-50) مليون لتر سنوياً، وأن ثلث الأراضي يمكن زراعتها بإستخدام الأمطار مباشرة او بخزنها، وبهذا يمكن إستصلاح 44 مليون دون لتحقيق الأمن الغذائي، ويتطلب إنفاق 5 مليار دولار سنوياً لبناء سدود وخزانات الري والبزل والمياه الجوفية والصيانة وإنعاش الأهوار، ومضاعفة التطور الزراعي والثروة الحيوانية والأيادي العاملة، والصناعات المتعلقة، ومنع التصحر والعواصف الترابية، وإنتاج كهرباء نظيفة تصل الى 3000 ميغاواط.
إن إعتماد العراق على ما تجود به الدول سياسة غير مدروسة، ولا يمكن الإعتماد على ردود الأفعال والحلول غير المنطقية، كالتصعيد السياسي الى درجة المقاطعة وإعلان الحرب، ولا يمكن كذلك مقاطعة البضائع، في ظل عراق يعتمد بشكل كبير على المستورد، وعدم قدرة الدولة على التحكم بحرية التجارة وأموال التجار، والعراق اليوم بلا نواظم ينفق أكثر من (70مليار/م3/س) لإرواء 10 مليون دونم، وبالتقنين يحتاج (25-30مليار/م3/س) لنفس المساحة، ويمتلك معدل مياه جوفية يصل (18مليار/م3/س). 
المسألة بحاجة التي تكاتف وطني، ولا يحدث ذلك علي يد سياسي طامع لا يفكر سوى بإستلام السلطة دون إستخدام أدواتها، ولاتاجر جشع لا يعرف إلاّ الثراء على حساب شعب.
عندما أسقطت تركيا طائرة روسية، توقع وتمنى كثيرون مهاجمة روسيا لتركيا، وإعتبروا الأخير أهان الأقوى، لكن الرئيس الروسي بوتين، إستخدم منع الإستيراد والتصدير والسياحة والتعاون الإقتصادي، فعاد الأتراك معتذرين، والتحدي الذي يواجه العراق لابد من مواجهته من شقين شعبي وحكومي، فالأول عليه مقاطعة الأتراك سياحياً وإستهلاكياً، والثاني بإستخدام الدبلوماسية ووضع خطط كفيلة بحفظ المياه وتقنين المياه ومنع التلوث من المبازل في الأنهار، وإنشاء معامل لإنتاج المياه وأن كانت من مياه البحر، سيما وأن مناطق جنوب العراق ستكون الأكثر تضرراً لإعتماد مساحات شاسعة منها على المياه والزراعة والعيش قرب الأنهار، وبذا تكون مشكلة سد أليسو حلاً لكثير من المشكلات لا مشكلة بذاتها.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/06



كتابة تعليق لموضوع : أليسو حلاً لا مشكلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net