رائعة للراحل عبد المطلب السنيد لم ترى النور
د . محمد اكرم آل جعفر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . محمد اكرم آل جعفر

لقد كنت مهتما بمراقبة ما أل اليه المسرح العراقي في الوقت الحاضر وقد اشار لي استاذي الكبير الدكتور نبيل كاظم عبد الصاحب بمشاهدة اوبريت صندوق الدنيا على يوتيوب المنجز باشرافه عندما كان رئيسا لجامعة ذي قار ومن سيناريو واخراج ومعالجة الدكتور عبد المطلب السنيد رحمه الله ، وقد اذهلني العمل الفني في زمن توقفت فيه عقارب ساعة المسرح الجاد وانا اجد نفسي امام منجز درامي متكامل من جانب البناء الحكائي والاداء وفق متطلبات البناء المسرحي من حيث عمق الفكرة المجسدة على خشبة مسرح جامعة ذي قار سواء الديكور والاضاءة والاكسسوارات او الاداء التمثيلي ومكملات الخطاب الجمالي المفقودة والمندثرة الآن بسبب تفاهات المسرح التجاري ، فالثيمة الاساسية تعتمد على ترسيخ مفهوم العلم والتاكيد عليه بعده اساس للقوة والجمال والمال والرخاء في حبكة اعتمدت على بناء سردي يعتمد صراع اساسي لفتح صندوق الدنيا المتمثل بجميع مناحي الحياة بتوالدات سردية عبر صراعات متجددة ومنشطرة متمثلة بالقوة والمال والشر للسيطرة على مفاتيح الدنيا لتنتصر كفة الخير برمزية منجددة العطاء مثلت في كلمة اقرأ والتي جسدت عبر مجموعة من عناصر البناء المسرحي في اختيار زمن الحدث والحاجة الى العلم ليكون الاداة السبيلة للنجاة ، فيما جسدت الشخصيات مجموعة من طلبة الجامعة في ملامحها وهيئتها عبر الابعاد الجسمانية والسيكولوجية والاجتماعية لغرض ايصال الفكرة الى المتفرج وبكل سلاسة ، وقد اضفى الصراع على المسرحية بين قوى الخير وقوى الشر بالروح والحركة البناءة ، فيما مثل الحوار والذي كان بمثابة المعلق من خارج حدود الكادر ايحاءا لما يدور من احداث في اذهان شخصيات الحدث والتي منحت انطباعا ذهنيا لسردية وتصاعد الاحداث نحو الذروة فيما تمثلت وحدة المكان في عرض اتسم ببساطة الديكور والاكسسوار وببلاغة التجسيد ولهبت الموسيقى احاسيس المتفرجين بالقدرة على تنمية الخيال في المساهمة لايصال الرسالة والثيمة الاساسية لفكرة المسرحية والاسهام في اغناء عناصر العرض المسرحي بالتزامن مع المونولوج القادم من خارج حدود المسرح وفق تجانس باربعة اضلاع ليكون الضلع الرابع المتفرجين ليصبحوا جزءا من الحدث ذاته ، اننا نقف امام منجز يشار له بالبنان لم ياخذ حقه في النشر والاشهار ، آلمني كثيرا ان مشاهداته لاتتجاوز مائة ونيف على اليوتيوب في حين التفاهات تتجاوز مشاهداتها الملايين
رحمك الله استاذنا عبد المطلب السنيد عشت مبدعا كبيرا ومت غريبا فقيرا ، شكرا للابداع ، شكرا دكتور نبيل فللابداع معك حكاية لاتحدها حدود زمانية او مكانية وللحديث حكايات كثر .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat