مشاريع متعثرة وانجازات بطيئة في ذمة أمانة بغداد
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صادق غانم الاسدي

تسعى الأجهزة الخدمية في كل بلدان العالم اليوم والمتخصصة بمسؤولية إظهار عواصمها بمظهر لائق وبحلية جميلة تسرالناظرين وتشد أعجاب الزوار أليها بالعمل ليلاً ونهاراً على مراقبة ومتابعة مشاريعها بدقة ومحاسبة المقصرين , في الوقت الذي تضع خطط وتحسب حسابات مستقبلية أثناء الشروع في الانجازات العمرانية وأعمال التطوير للبنية التحتية ,تجنباً للوقوع بالأخطاء وتجاوز تكرار الأعمال للمشروع الواحد والذي يكلف الدولة مبالغ طائلة وجهد فني ووقت يحسب من عمر بناء الدولة , اليوم تتسابق الدول على كافة الجوانب في البناء والصناعة والسياحة والرياضة ولأكثر المجالات لإبراز واجهة بلدانهم إعلاميا وظهر ذلك من خلال الزيارات السياحية التي قامت بها الوفود الرسمية إلى تلك الدول ومستوى الإبداع والتفوق وسرعة الانجاز,واكبر دليل على ذلك الدول المجاورة إلى بلدنا حيث يرى الزائر فيها بين فترة وأخرى بصمات من واضحة في مجال النهوض والعمران التي لم تتوقف لحظة, ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين العواصم العربية وبين عاصمتنا بغداد التي يخصص لها مبالغ عالية جداً من خزينة الدولة سيلاحظ المتخصص بهذا المجال فارقا كبيرا ولكن تبقى المشاريع في ذمة أمانة بغداد متعثرة وسيئة جداً ويتخللها الروتين والتحايل على القانون في العقود ألمبرمه بين أمانة بغداد والمقاولين وعدم المحاسبة والمراقبة المستمرة وهنالك مشاريع كثيرة لم تنجز لحد ألان في حين أنها لم تكن من المشاريع العملاقة ولا تحتاج إلى سنتين أو ثلاث أمثال المجسرات وواحد منها مجسر الصالحية الذي استغرق العمل به أكثر من سنتين في حين مدة المقاولة حسب اللوحة الموجود في المشروع 360 يوم عمل وحينما تسأل المشرف على المشروع يقول وبتحايل على القانون أنها أيام العمل فقط تحسب ,إما التوقفات بسبب الظروف الأمنية لأتحسب وكذلك المجسر لساحة المستنصرية الذي تجاوز الحد المسموح للمقاولة ,ولا يخفي على الجميع وهم يرون بأم أعينهم أن المشاريع التي تقوم بها أمانة بغداد تشغل مساحة واسعة على الأرض وتستغل شوارع وتدمر بعض الأحيان ساحات وحدائق جميلة كلفت الدولة ملايين الدنانير من أموال الشعب كما جرى أسفل الخط السريع في منطقة الوزيرية باتجاه ساحة المستنصرية , والتي ألغيت فيها الحدائق والتكيش بعدما صرفت أموالا كثيرة على هذا المشروع ويعود ذلك إلى سوء التخطيط والمتابعة , ألا توجد في كل وزارة دائرة تسمى التخطيط والمتابعة لتذهب إلى مواقع العمل كي تعطي رأيها وتخطط وتضع الاقتراحات وبالتأكيد لاتخلوى من أصحاب الاختصاصات الهندسية وهم اعرف بغيرهم في عملية البناء والتصميم ثم بعد ذلك تباشر بالإعمال كي لايشكل ذلك تأخير في الإسراع بالبنية التحتية وإظهار مدينة بغداد بوجهها الجميل أسوة بعواصم العالم , أن نجاح أي عمل يتطلب الدراسة الدقيقة ووضع الخطط للتنفيذ والمتابعة المستمرة إثناء العمل والإخلاص كي نتجنب التكرار وضياع الأموال والوقت والجهود ,أما بقية المشاريع الخدمية وهي أصبحت مجرد تصريحات يدلي بها أمين بغداد والمسؤولين في الأمانة بين فترة وأخرى كتصريحه المتكرر حول مترو بغداد والمشروع السكني 10في 10 ,ومثل هذه التصريحات تجعل المواطن العراقي ينتقد الأمانة و لايثق بها ولا يتعامل معها بصدق وشفافية , ولم تغيب عن ذهنه تلكأ الأعمال وغياب الرقابة والمتابعة في ابسط الأعمال , في بداية شهر أب من هذه السنة تم تبليط المنطقة المحيطة بمستشفى ابن البيطار ووزارة الأعمار والإسكان في منطقة الصالحية دون دراسة وعناية مجرد إسقاط فرض في الوقت الذي تعمدت أمانة بغداد عدم رفع النفايات والمخلفات بعد التبليط ,ولم يمضي إلا أسبوعين أو ثلاث حتى امتلأت الشوارع الجديدة بالنفايات والحصى والرمل ومخلفات ماترك من العمل قرب الارصفه , واختفى الانجاز الجديد ولم تظهر جماليته وبالتأكيد أنها كلفت الأمانة مبالغا كثيرة دون مراعاة التخطيط والمتابعة ,من هنا أوجه دعوة إلى السيد الأمين والمسؤولين في أمانة بغداد , أن يكلفوا أنفسهم في سياراتهم المضللة والمبردة بأن يتفقدوا مشاريعهم بعد الانجاز ليطلعوا على حجمها وعمرها الزمني , لاختصار الوقت تجنبا لهدر المال العام بإعمال غير مبررة خدمة للوطن والمواطن كي نرفع ثوب الحزن والألم من مدينة بغداد .
sadikganim@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat