صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

سيرة طبيب أسنان
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من يأمر السلطان
ويقول له : إفتح فمك وأسكت الآن
غير طبيب الأسنان ؟
هو الوحيد يمكن أن يجرؤ ويتحدث لصدام حسين او حسني مبارك او العقيد معمر القذافي عن الم الاسنان ثم يفتح الزعيم فمه بعيدا عن الكاميرات ليتصرف الطبيب بطريقة مناسبة تخفف الألم, وقد تنهيه .. ويمكن للطبيب في حال قلع أحد الأسنان المصابة بالتسوس معرفة متى سيتم إقتلاع الزعيم نفسه ؟ فهو ناب مسوس في فم الشعب المغلوب على أمره ,وكان ينام كل ليلة وفي كل المدن والقرى يتأوه ويدخن السجائر ويبحث عن حبة براسيتول تهدئ من أوجاعه وتسمح له ببضع ساعات من نوم لم يكن هانئا ابدأ,وياله من شعب!
لا أحصي المرات التي  راجعت فيها عيادة طبيب الأسنان. وكنت أشعر بالرعب بعد ليلة مفجعة حرمت فيها من النوم ,ومن الحلوى والعشاء. كان العالم من حولي مظلما موحشا لا أعرف منه سوى مكان الألم, ومنذ أيام الطفولة وحتى اللحظة كان ألم الأسنان (الدكتاتور) الذي لم أستطع قهره . قلت للطبيب الشاب الموصوف بالمهارة والذي يعمل في عيادته الخاصة بناحية بائسة شمال بغداد: لا أريد ألماً ,وإذا شعرت به فسأغادر وبسرعة. قلت له ايضا: لا أريد أن أشعر بألم حقنة البنج وهي تخترق اللثة ..وحسنا فعل, فقد زرق الفم بمادة ما لم أشعر بعدها بشيء .
قلت ذلك لطبيب حاذق تقع عيادته في شارع السعدون, وكان عند وعده فلم أشعر بشي من الألم ..وبين أيام الطفولة والرعب وهذه الأيام التي لم أعد أخاف فيها من الألم, فرق كبير..
الأوجاع كلها سيئة كريهة قاسية مثل جلاد في سجن عربي لا تعرف الرحمة طريقها الى قلبه, ولا ينبض هذا القلب إلا برغبة التشفي والإنتقام ,لكن وجع الأسنان له حضور مفجع فهو يضع الرأس في دائرة المساءلة ,ويعطل حركة الحياة فيه, ويشل قدرته على التفكير ,فلا تعود من رغبة  في ايجاد الوسيلة لوقفه عن حده, ويكون الهتاف المرير طوال الليل :الرأس يريد إيقاف الألم..
أطباء الأسنان مثل بقية الأطباء في تقاضي الأجر ,لكن المبتدئين ليسوا ككبار الأطباء, والذين يعملون في العاصمة هم أعلى أجرا من أقرانهم في الضواحي البعيدة ..
البعض يشبه الأطباء بالقصابين .ومهنة الطب التي تقوم على مبادى الرحمة وتخفيف الآلام لا تحتمل القفز على المعاناة ,وإستيفاء أموال طائلة من المرضى الذين يتوجعون أمر غير مبرر إطلاقا .
كثيرون ماتوا لأنهم لم يجدوا المال الكافي للحصول على علاج ، ومنهم من إحتاج الى تداخل جراحي لكنه لم يجد مقابل العملية التي يتجمد فيها قلب الجراح ولا يعود يفكر سوى في المال وإنجاز المهمة بإنتظار ضحية قادمة ..
hadeejalu@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/22



كتابة تعليق لموضوع : سيرة طبيب أسنان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net