صفحة الكاتب : زيد شحاثة

العراقيون والحدث, بين التفاعل والفعل.. ورد الفعل
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بالرغم من حداثة تجربتنا, فلم يمر عليها أكثر من بضعة سنوات, بما تضمنته من حرية تعبير, وممارسات ديمقراطية, لكنها بأي حال من الأحوال لا يمكن القول أننا نعيش الديمقراطية.. لكننا نسير صوبها أكيدا, إن نجحنا في  الحفاظ على التجربة والعمل على تقويمها.
خلال السنوات القليلة الماضية, بل وحتى ما سبقها, مرت أحداث كبيرة, كادت تزلزل الأرض تحتنا, وتطيح بنا وببلدنا نحو ظلمات ودروب لا تعرف نهايتها, وفي كل تلك الأحداث, إما كنا متفرجين, أو في أحسن الأحوال كان لنا دور, متفاعل مع الحدث, فنحن من يتضرر منه غالبا.. فمتى نصبح صناعا للحدث؟!
يقال أن للحدث صانعين, وهم من يضعون الخطط لتنفيذه, ولديهم غايات وأهداف محددة منه, وهناك متفاعلين مع الحدث, وهم  من يحاول الإستفادة من الحدث, ولا يهمهم هدف الحدث, بل ولا يعرفونه أصلا, فهم طفيليون إنتهازيون.. ولنا في كثير من ساستنا نموذج واضح لهذه الطبقة.
هناك أيضا طبقة لها رد فعل تجاه الحدث, وهي تنفذ الحدث, أو ينفذ بها.., رغم أنها لا تعرف الهدف من الحدث, كما أراد له صانعوه, نتيجة لسذاجتها أو قلة خبرتها, أو لمهارة وإحتراف صناع الحدث.. أو لكليهما معا.
أن تكون صانعا للحدث كشعب, يعني كما حصل عند إستجابة الشعب لفتوى المرجعية بالجهاد الكفائي, وغير وضع العراق والإقليم برمته, وأفشل مخطط داعش وما يرافقه, أو أن تخرج بمظاهرات سلمية , أو تنظم حملات مجتمعية,  تؤدي لإستقالة الحكومة. محلية كانت أو وطنية.. أو في الأقل تدفعها لإقالة مسؤولين فاسدين أو فاشلين.
أن تكون لك رد فعل نحو الحدث, هو بان تستجيب لقيام الحكومة برفع أسعار الكهرباء بالتظاهر لفترة ما, وتنتهي التظاهرات إلى لا شيء.. وتنفذ الحكومة ما أرادته رغما عنك؟!
صناع الحدث, يخططون ويحددون أهدافهم ويطلقون شرارته.. والمتفاعلون يستفيدون منه.. أما أصحاب رد الفعل أمثالنا, فما عليهم إلا أن يسددوا ثمنه, ويتحملون نتائجه كاملة.
هل سننجح يوما في أن ننتقل من صف دافعي ضمن الحدث, إلى صف صانعيه؟
ربما يمكننا ذلك وبكل سهولة, لكن ليس قريبا جدا..  فصناع حدثنا لا يريدون لنا هذا الدور.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/11



كتابة تعليق لموضوع : العراقيون والحدث, بين التفاعل والفعل.. ورد الفعل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net