تدريب الجيش العراقي بين الحقيقة والتخريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لسنوات خلت نسمع من اغلب الساسة ومعهم القوات الصديقة أو المحتلة التسمية هنا تعتمد على (علاقة القائل بهذه القوات ) بأن الجيش العراقي يحتاج إلى تدريب لسنوات طويلة حتى يكون باستطاعته التصدي للتحديات والأخطار، ولكن الكل ابتعد عن الحقيقة بسنوات ضوئية ، الحقيقة تقول أن الجيش العراقي بكل مؤسساته الأكاديمية كان هو المدرب والمعلم لأغلب الدول العربية ناهيك عن اشتراك اغلب ضباط هذا الجيش بحروب إقليمية ودولية زادت من خبرة هذا الجيش بحيث أصبح جيشا يتمتع بمهارتين، مهارة أكاديمية ومهارة ميدانية .
لا افهم أين ذهب كل ضباط الجيش العراقي السابق هل تبخروا أم هل إنهم كانوا جنود القائد صدام أو هل هؤلاء الضباط بلا ولاء وطني ، أسئلة كثيرة تجعلني اضحك تارة واسخر من القائلين ومرات تجعلني ابكي بمرارة على جيش يعد رابع جيش في العالم بعد أن كسر شوكة الجيش الخامس في معارك خاسرة بالمعنى المعنوي لأنها جرت بين بلدين مسلمين متجاورين بغض النظر من كان مظلوما أو ظالما لأني أرى الظلم هو في خسارة هذا الكم الكبير من الشباب المسلم الذي يفترض بهم أن يتوحدوا لا أن يتقاتلوا ولكن ذنب هذه الأرواح التي زهقت ستكون برقبة كلا من صدام وخميني .
لا أريد أن أتطرق لأسماء كثيرة اعرفها واعلم جيدا ما هي الإمكانية الحرفية التي يتمتع بها هذا الاسم أو غيره ولكن سأضرب مثلا واحد وهو الآن في الحكومة الجديدة يعمل بمنصب قائد الشرطة الاتحادية وهو الفريق الركن حسين العوادي ، هذا الرجل لوحده يستطيع حتى أن يجعل خيرة الضابط من القادة الاميركان يصغون له أن جلسوا في محاضرة يلقيها في تقدير الموقف التعبوي ، هذا الضابط الكفء يكفي وحده لتعليم وتدريس كل ضباط الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه ، وكثيرة هي الأسماء التي تستطيع أن تعيد مجد العراق بدون حاجة إلى تدريب مدربين أجانب سواء كانوا مدربين اميركان أو أتراك أو إيرانيين وغيرهم ، ما هي إمكانيات الجيش الإيراني في التدريب ، إنهم لا يفقهون شيئا في تدريب الجنود ، أنا شاهد على قلة خبرة هذا الجيش وإنهم يعملون وفق عقيدة قديمة لا تتوافق مع التكنولوجيا الحديثة وفي العراق مراتب قدماء احدهم يستطيع تدريب طابور من ضباط الجيش الإيراني أو التركي ، لا افهم لماذا يحاول ساستنا تقلل قيمة وإمكانية الضابط العراقي ، يكفي أن نقول إن اغلب الضابط الكبار في الوطن العربي هم خريجو الكليات العسكرية العراقية وكلية الأركان العراقية .
ربما هذا التقليل من قيمة العقلية العسكرية العراقية لأسباب كثيرة منها ضغوط أميركية عفوا صديقة أو ربما بسبب فساد المنظومة العسكرية الجديدة التي تحاول من خلال العقود أن تضمن حصتها من الصفقة ، أو لان ساستنا يخشون رؤية ضباط الجيش السابق بسبب فوبيا الانقلابات التي أقضت مضاجعهم وجعلتهم يتخبطون حتى في ابسط القرارات ويشاهدون القط وكأنه نمر برازيلي والطير البسيط كأنه صقر جارح ، مسكين هذا العراق ومساكين أهله ، متى سيعرف ساستنا أن في العراق إمكانية ليست عسكرية فحسب وإنما في كل المجالات بحيث كان اختيار الدوائر المخابراتية المعادية تدمير هذا البلد من خلال احتلاله بحجج واهية وقتل وتشريد معظم علمائنا ، من يحب العراق عليه أن يعلم إن في أرحام نسائنا كم كبير من العلماء الذين سيكون لهم صولات علمية لا تهاب ولا تخشى أحقاد الحاقدين حتى ولو بعد حين ، قتلوا الآلاف ونحن نخرج عشرات الآلاف والظلم لا بد أن يندحر ويشرق شمس عراق حمورابي الذي علم العالم أبجديات العيش كبشر ولولا حضارات وادي الرافدين لكان العالم لحد الآن يقتات على صيد الحيوانات .
ليعلم العالم أن في عراقنا مهارات عسكرية يحتاج لها العالم ومن يعتقد أن السيطرة على العالم هي سيطرة تكنولوجية فهو واهم، فالأرض لا تمسك إلا بالبشر ونحن أحفاد القائد خالد ابن الوليد (رض) والذي لحد هذه اللحظة تُدرس خططه العسكرية في الأكاديميات الحربية العالمية .
د. فواز الفواز
عمان