صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

اعتقال مسعود خلاص له ! 
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اتسمت الأزمات الداخلية في كل البلدان ذات التعددية غير المنسجمة، والتي شكلت كل غير متجانس بسبب الانفعالية في ادارة الأزمات الداخلية، كونها أزمات حساسة قد تضيع كل الجهود المبذولة بسبب موقف انفعالي واحد أو تصريح غير موفق، ولهذا فان الخطوات المتخذة في حلحلة الأزمات الداخلية يجب ان تكون محسوبة ودقيقة وغير ارتجالية، كوّن الفائز فيها هو من يظهر للعالم مظلوميته، كوّن القوى العالمية أصبحت فاعل رئيس في جميع الخلافات الداخلية، ولَم تعد السيادة بمفهومها التقليدي حاضرة كما كانت، العولمة أفرغتها من محتواها وازالة الحدود بشكل شبه كامل، وأصبح التدخل للحفاظ على الأنظمة الديمقراطية وحقوق الانسان أمراً وارداً وطبيعي . 

البرزاني الانفصالي بعد ان تعامل بغرور مع بغداد، دون ان يأخذ بنظر الاعتبار تغير موازين القوى، واستعادة بغداد مفقوداتها من القدرة على التعامل مع ازماتها بشكل يختلف كثيراً عن السابق، ليقع في المحضور ويخسر في ساعات ما كسبه في عقدين ونيف من المكتسبات التي لم يحلم بها الاقليم ورئاسته، ليصبح الأضعف في المعادلة الجديدة ويفقد القبان بعد ان كان بيضته، فهو ينتظر ان تعطي بغداد أمراً بأعتقاله، ليرفع شعار المظلومية الكوردية بوجه بغداد، ليؤجج الحمية القومية ويجعل منها سلاحاً ذو بعدين، أولهما إيقاف بغداد عند نقطة تفقد فيها مكاسب تستطيع الحصول فيها على المزيد بأسلوب هادئ، وثانيهما تسويق نفسه كقائد قومي مضطهد لأجل دفاعه عن حقوق قوميته، ليكسب التأييد الداخلي والخارجي، التأييد الخارجي الذي ينتظر اَي فرصة ليعلن مساندته للإقليم حفاظاً على مصالحه الاقتصادية التي تقدر بالمليارات . 

اعادة سيناريو ٢٠١٤ بوجوه مختلفة، لهو من قبيل الغباء السياسي الذي ليس له مثيل، بعدما خسرنا ثلاث محافظات بسكانها وسيطرتنا عليها لأجل القبض على رافع العيساوي، لنصنع منه رمزاً لطائفته وعشيرته، بعدما كان بأستطاعتنا ان ندير الأزمة بشكل مختلف ونحافظ على أمن محافظاتنا وسكانها، الشد الطائفي والقومي من المحاذير التي يجب ان ننتبه لها بشكل كبير، وان نؤجل بعض الخطوات التي قد تكون مهمة في نظر الجماهير ولكنها انتحارية من وجهة نظر سياسية منطقية، الضغط السياسي والاقتصادي ورقة يجب لعبها بأحترافية، لتكون بغداد المانحة قبلة الجميع، ليُنبذ سبب الأزمة ومفتعلها، ليكون جاهزاً فيما بعد للاقتطاف أو يسقط من تلقاء نفسه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/26



كتابة تعليق لموضوع : اعتقال مسعود خلاص له ! 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net