كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

ما اوجه الشبه وما هي اوجه الاختلاف بين عام 1990 وحتى عام 2003

كي نقارن بين سنوات الحصار الظالمة التي تعرض لها العراق بعد عام ١٩٩٠ وحتى عام ٢٠٠٣ ، وسنوات بزوغ الموجات الارهابية بعد الاحتلال و حتى هذا اليوم يحق للمواطن - الذي انتهك و استنزف و تعرض للاذى البالغ - ان يتسأل : ما اوجه الشبه و ما - هي - اوجه الاختلاف بينهما ، عندما لا تختلف النتائج بل عندما تؤدي الى غاية واحدة : تدمير الشعب ...؟ و عندما نتسأل : ما الذي يستطيع - هذا المواطن - ان يفعله ازاء موجات ذات اهداف بعيدة المدى ، ممولة وليست عفوية . و يتسأل المواطن ايضا : هل سينتظر استكمال دورة ( الارهاب ) كما استكمل ( الحصار ) دورته ، و هو لا يتمتع الا بالصبر و تحمل المزيد من الاضرار و الحرمان و الاذى ...! انها مقارنة مشروعة و حتى لو كان هناك من يخالفنا الرأي فيها ، فأن نتائجها تكفي لأعادة القراءة من قبل الجميع ما دامت النتائج توزع ( الظلم ) بعدالة او بجور ! و لسنا بصدد : لماذا حصل الحصار و لماذا ازدهرت الموجات الارهابية فالاسباب مهما تنوعت فأنها وقعت و نتائجها المؤذية ما زالت مدمرة . و لكننا بصدد اسئلة توجه - في الحالتين - الى : - ماذا عملت الدول الكبرى ...؟ - وماذا فعلت المنظمات الدولية و الاحزاب و القوى ...؟ - وماذا فعل المجتمع الدولي ككل بصفته يمثل علاقات متكاملة ...؟ - ماذا فعلت دول الجوار الشقيقة و الصديقة و الدول الابعد ...؟ - و كيف تمت معالجة سلبيات الحصار و سلبيات الارهاب من لدن المسؤليين و من قبل القوة المشاركة او المستبعدة و المعزولة او المتضررة ... الخ .

ففي الحالتين كان الشعب هو الخاسر : و خسائر الشعب تنوعت لانها كانت تخص حياته اليومية و مستقبله . ولان (الديمقراطية ) - اي حق التعبير و ممارسة الحوار الشفاف و العمل المجتمع المشترك - سيسهم بقراءة الماضي - اي ما حدث بعد عام ١٩٩٠ و ما حدث بعد ٢٠٠٣ - كي يطلع الرأي العام - الدولي والاقليمي و المحلي على ما حدث فأن مواجهة ( الارهاب) لم تعد نزهة او مزحة او محض شعارات بل حقيقة تخص كافة الاطراف المشاركة ببناء المجتمع ( الدولي ) ، و لكن ليس على حساب تدمير المجتمعات التي وجد الملايين فيها عرضة للقتل و التهجير و الظلم الفاحش ، بل لبناء انسانية لا تحصار فيها الشعوب او تنتهك يوميا بصانعي ( الموت ) ... و الا ما الفارق بين العصور المظلمة و ازمنة الغاب عندما كانت حقوق الانسان غائبة و بين عالمنا الحديث و المعاصر و هو يشهد هذه الانتهاكات و من غير نهاية تلوح في الافق ...؟!

طباعة
2017/08/28
2,551
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!