صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

ريحٌ صَرْصَرْ !!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

صَرْضَرْ: شديد البرد والصوت , وتعني : صوت الريح العاتية الشديدة الباردة.

للطبيعة صولاتها وقدراتها الفتاكة عندما تغضب وتَغير على اليابسة بطاقاتها المائية والهوائية والثلجية والرعدية.

وأول عهدي بقوة الطبيعة وسلطتها وهيبتها وهيمنتها عندما أمضيت زمنا بين الجبال وتحسست طعم البرودة الشديدة وأهوال العواصف الثلجية , والرياح العاصفة والرعود الهائلة والصواعق المرعبة , والحرائق الناجمة عن تفاعل الغيوم مع التراب , وكيف تتخاطب قمم الجبال مع بعضها حتى لتبدو وكأنها مكللة بغار نار وهاج.

وكم عايشت العواصف المطرية الصبّابة والثلجية الكثيفة التي تغطي الأرض بعشرات الإنجات من الثلج , وعملتُ في مناطق ذات بردٍ قارصٍ لا تجد للصيف والربيع طعما فيها , وجميعها كانت تمر بلا أثر كبير ولا تلهب مشاعر الخوف في النفس , بل تحسبها صديقة وجميلة رغم قسوتها.

أما الرياح القاصفة الصرصر فأنها لمرعبة حقا ومخيفة جدا , وتجعل البشر واهنا أمام مصيره , فلهذه الرياح قوة هائلة لا يمكن لأية حالة أو بناية فوق التراب أن تصمد أمامها , إنها تعادل هجمات ملايين الطائرات لشهور في بضعة ساعات , فهجمتها شاسعة كلية , وأهدافها قد تشمل آلاف الهكتارات من المكان , ولربما زعزعت الجبال وحركتها عن مواضعها.

فالرياح تكنز قوة تدميرية مطلقة تتفوق على أعتى قدرات التدمير التي إبتكرها البشر , وهي إن صالت على بقعة أرضية أحالتها إلى هباء منثور وعصف مأكول.

تلك هي الريح الصرصر التي إذا أغارت أهلكت واكتسحت وخربت ودمرت وأماتت , ومهما توهم البشر بأنه قد تقدم وتقوى وإمتلك القدرات والآلات والبنايات والعمارات , فأنها أوهن من بيت العنكبوت أمام أهوال الرياح الصرصر.

هذه الرياح الصرصرية تحيلك أنت وسيارتك إلى ريشة متطايرة وتلقي بك في حفرة الختام , وإن ساء حظك وتورطت في طريق تتناهبه جولاتها فاقرأ الفاتحة على روحك وسلم أمرك للرياح التي لا تعرف الرحمة والهدوء , لأنها ستفترسك بوحشية لا مثيل لها ولا قِبل لأي موجود عليها.

إنها الرياح الصرصر وما أدراك ما هي , فاسأل عاد وثمود عنها !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/27



كتابة تعليق لموضوع : ريحٌ صَرْصَرْ !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net