شعرت بألم شديد في رأسي يكاد يقتلني والخوف قطع أنفاسي ولم أعد أستطيع أن أتنفس الهواء، نظرت إليّ عمتي زينب واهتمت بعلاجي:
هناك بعض أنواع من الألم يقاسيها الإنسان في معترك الحياة مثل ألم السؤال، ألم الوحدة وألم الغربة واليتم منهلها جميعها، هناك أيضا أنواع من الجراح منها ما يضمد ويشفى ومنها يكون نبع نزيف لا يعالج ولا يضمد،...
كان يبكيني فعلا كل من يقول لي بماذا تفخرين وما انت الا نخلة صلب على جذعك رجلا اعجمي ، اصرخ اعترض احتج عجيب امر هذه الناس الا يعرفون بان من اهم مشاريع النبي صلى الله عليه واله وسلم
كتب عن ميثم الكثير من العلماء والمؤرخين والكتاب انه احد حملة علم المنايا والبلايا والتفسير وصلابة الايمان واليقين وكان زاهدا صواما قواما فصيحا بليغا وله شان عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،
كل نخله تتمنى أن تحمل العز والتاريخ الذي حملته منذ قرون، يتبارك بي النخل حتى أن بعضه يرى إنني نزلت من السماء.
كنت أتابع كل الأحداث من خلال انعكاسات وجه أبي الفضل العباس عليه السلام، كان العباس عليه السلام يسمع أشياء كثيرة محزنة كان يستمع لأمير المؤمنين وهو يقول (ما يمنع أشقاها أن يخضبها من فوقها
اطلعت على حياة مولاي العباس وحياة جميع أهل البيت عليهم السلام، كنت أسمع أحاديثهم ومحاوراتهم وجميع الأمور المتعلقة بشؤون الحياة، من مزايا مولاي عليه السلام اعتزازه بإخوته
الماء الذي أحمله يختلف كثيرا عن ماء القراب الأخرى، مني يشرب العباس عليه السلام ورائحته الهاشمية عبق الورد، شعرت بشيء يوخز الفؤاد، إن كل ماء
نادرة أنا.. نلت الفخر بجميع لغات الأرض وأهل السماء، العالم يشهد لي بما ملكت من إرادة صلبة وصمود فوق الوصف، ولي رباطة جأش حيرت التواريخ، وأرعبت بعزمي ميادين الحروب
لا يمكن لطفلة صغيرة أن تنسى كل هذه المأساة ولا يمكن لها أن تفهم كل ما يجري، الكثير من الأمور أنا لا أفهمها ولا عمتي زينب تريدنا أن نفهمها نحن الصغار، عرفت معنى فقدان أبي وأعمامي وعدم محبة
الخوف ـــ العطش ـــ اليتم ، كل هذه الاشياء التي لم تكن تخطر على بالي ، اليوم عرفتها ، وأصبحت أفهم ماذا تعني كل واحدة من تلك الكلمات ، الا ان هناك كلمة واحدة لم افهمها بعد
الخوف ـــ العطش ـــ اليتم ، كل هذه الاشياء التي لم تكن تخطر على بالي ، اليوم عرفتها ، وأصبحت أفهم ماذا تعني كل واحدة من تلك الكلمات ، الا ان هناك كلمة واحدة لم افهمها
أسمع صوت أبي ينادي بكلمات لا تصل مفهومة لبعد المسافة بين خيمتنا والفسطاط، لكني أدرك من خلال تلك الكلمات القوة التي يمتلكها أبي، أبي قوي لا يخاف من الجنود الذين
كنت أردد مع نفسي الله يساعد قلب عمتي زينب، كلما أرفع رأسي وأنظر إلى السماء أراها تبكي مثل عمتي، وأرى النهار يميل إلى العتمة رغم أن الشمس
لا أحد يستطيع أن يراه مثلما أنا أرآه ، إنه أبي ، إنه الحسين عليه السلام كبير قومة وناسه ، لذلك كنت أبكي طوال الطريق الى الكوفة ، وإلى كربلاء لا أعرف ما الفرق بينهما
كل الأمور أصبحت تختلف في بيتنا اليوم، أمور غريبة تمر في حياتي لم اشاهدها من قبل، اشعر ان هناك أمر ما سيحدث، ولا أحد يقول لي ما الذي يجري؟ الجميع يعمل ليبعد
لو قُدّرَ لي أن أعرف اليتم، لعرفته بيقظة الطفولة..