لعل جريمة تصفية الناشط الفلسطيني نزار بنات في أقبية التحقيق الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية في مدينة الخليل،
لم يستدرجوه إلى سفارةٍ أجنبيةٍ ليقتلوه، ولم يوهموه بالأمان ليخدعوه، ولكنهم داهموا بيته وفيه ضربوه، وأمام زوجته وأطفاله سحلوه،
كأنهما كانتا على موعدٍ واحدٍ وقدرٍ مشترك، فالأولى كانت يوم العاشر من شهر رمضان، والثانية كانت يوم العاشر...
يبدو أن رأس المقاومة الفلسطينية مطلوبٌ في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلةٍ مضت، وأن ما كان قبل معركة "سيف القدس"
لا جذور له فيها ولا أصول، ولا تاريخ له فيها ولا ذكريات، فهو منبتٌ عنها وافدٌ إليها غريبٌ فيها، مستعمرٌ لها...
ما من شكٍ أن مسيرة الأعلام الإسرائيلية السنوية، التي ينظمها المستوطنون الإسرائيليون، اليمينيون المتدينون،
لعله قال قبل ستة أشهرٍ لصاحبه، لعنة الله عليك حليفَ بغيٍ ظالمٍ، وشريكَ عدوانٍ سافرٍ، وقرينَ شيطانٍ آثمٍ،
عادت من جديدٍ إلى الواجهة السياسية والأمنية، مسيرةُ الأعلام الإسرائيلية، التي أسقطتها صواريخ المقاومة الفلسطينية...
توقفت الغارات الجوية، وعادت الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى قواعدها العسكرية، وسكتت فوهات المدافع، ونكست الدبابات مدافعها
كأنه التاريخ يعيد نفسه على الأرض نفسها، ويعيد ذات النتائج المؤلمة، ويجني نفس الحصاد المر، ويصيب...
إنها الجمعة العظيمة، جمعة النصر المبين والفتح القريب، جمعةٌ بيضاء كليلة القدر،
هنادي والشروق والندى والجلاء والجوهرة، خمسة أبراجٍ سكنيةٍ ضخمة، عالية شاهقة، تتوسط مدينة
فيما يبدو أنها تتهيأ لخوض عملية برية، يجتاح فيها جيشها قطاع غزة، فقد أوصى مجلس
إنها الحرب الإسرائيلية الكبرى الرابعة على قطاع غزة، بعد حروبها العدوانية الهمجية عليه في الأعوام 2008/2009، و2012، و2014،
عشرات آلاف الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وبلداتها القريبة والبعيدة، شيباً وشباناً، وأطفالاً
إنه يومٌ يخشاه الإسرائيليون ويتهيبون منه، ويستعدون له ويتهيأون لمواجهته، ويحرضون عليه ويعملون
وجوه الفلسطينيين في كل أنحاء العالم، في الوطن ومخيمات اللجوء ودول الشتات، مسودةٌ كظيمةٌ، تتوارى من الشعوب...
جاء قرار إلغاءِ إجراء الانتخابات الفلسطينية، التي كان من المقرر إجراء مرحلتها التشريعية الأولى بعد أيامٍ قليلةٍ،