في منتصف التسعينيات كنت طالبا في معهد التكنولوجيا في الزعفرانية ولم أكن وقتها في ظرف مادي يساعدني...
كنا في زمن ما من حياتنا لا نترك احدآ ينام جائعآ او عريانآ او مهمومآ رغم كل عوزنا وفقرنا والظلم الذي ..
اخرج مرتضى صورة من جيبه وبدأ يحدق فيها ويبكي بصمت
كان صوت الرصاص يشبه الحلوى عندما تتناثر في ليلة عرس وكان الثلج يغطي الارض مثل ثوب عرس
اختنق كثيرا بسبب الجيوب الانفية المزمنه التي رافقتني فترة طويلة ولازالت ترافقني الى الان ..
إستيقظت جدتي ذات صباح على صراخ جدي بإسمها وهو يحزم اغراض دارنا الطينية القديمه ...
لم اكن اتوقع في يوم من الايام ان حظي العاثر سيوقعني بموقف كانت عشر رصاصات
في مدينة صغيرة في اقصى خاصرة الوطن إسمها آمرلي كانت سحب الدخان تتعالى...
وانا أبحث عن قدح اضع فيه الشاي في آخر القاعة المظلمة سمعت صوت بكاء يعلو ويخفت
في اهوار ميسان مسقط رأس الشهداء والاصلاء وِلد لرجل طاعن في السن إسمه الاشنف النوفلي صبي اراد له ابوه اسمآ...
الناس في البصرة مثل الخبز في تنور الطين يؤكلون وهم ساخنين ويموتون مثل النخل وهم واقفين...
كان صادق لا يفارق مسطر العمالة وسط ميسان التي عندما يجوع اهلها يأكلون أنفسهم...
كان موفق معلم يعلم الصغار حب الوطن والدفاع عنه ويخط بيده على جدران المدرسة عبارات تؤكد
في معامل الطابوق في التاجي كان مسقط رأسي وبداية عملي إذ كان عملي وانا صغير في السابعه من عمري إيصال الحمار إلى ماكنه اللبِن لتحميله حتى يفرغ اللبِن على الأرض ليفخر بعدها في معمل خاص ليصبح طابوقآ يباع ...
كان وسيمآ مثل كل الفقراء في وطن الأنبياء ومما زاد في وسامته ولائه لأهل البيت وصوته ..
كان صوت آذان الجمعه يتخلل دم ولحم ذلك الفتى المعجون بماء الفقراء الاصلاء وكانت كلمات الصدر
كان في وجهه ملح شط العرب وفي قامته شموخ نخلة بصرية وبكل شموخه كان خادمآ للحسين...
كان سجاد قلب أمه الذي طلبته من الإمام السجاد وهي ترى في المنام هبته لها ..