ومن لم يبن في قومه ناصحًا
أقولها بملء فمي ويشهد التاريخ القريب والبعيد لما أقوله، أن جرح الموصل هو أمضى جرح في جسد العراقيين
إذا كنت ذا رأي فكن ذا روية
نحن انتمينا إلى تاريخنا بدم
لا أظن شعبا من شعوب العالم قد سمع ماسمعه العراقيون من خطب رنانة وتصريحات طنانة، ملأت أسماعه على مدار السنة...
القوة.. مفردة رافقت حياة بني آدم منذ بدء نشأتهم، فقد كانت بدءًا لاستحصال لقمة عيشهم،
الليالي علن الناصي وعظمن وكبل ابليس ناصح من ووعظ من
كثيرة هي الأخبار التي تكتظ بها الساحة العراقية على الأصعدة كافة، والتي تنقل أحداثا أكاد أجزم قاطعا أن جميعها غير سارة للمواطن....
نعيش اليوم في عراقنا ظرفا أطلقت عليه تسميات عدة، فمنهم من قال إنه ظرف حرج، ومنهم من أسماه ظرفا صعبا،
ليس على أرض المعمورة مخلوق إلا وله بيت ترعرع ونشأ فيه، وطبع في نفسه الحنين اليه مهما جاب البلدان وتنقل....
لاأظن إنسانا سويا ينكر ما للتعاون والتحالف والتكاتف من غلبة وقوة يتحققان لدى المتمسكين بها، عكس
بصرف النظر عن الوضع (الملخبط) الذي يمر به العراق منذ سقوط النظام البعثي حتى اللحظة، وبعيدا
من أمثلتنا التي نستعين بها في يومياتنا المثل القائل؛ (الكتاب يبيّن من عنوانه) وقد سبقنا في هذا المعنى الشاعر العباس بن الأحنف حيث أنشد
بما أن خير الكلام ما طال ودل ولم يُمل، وأن "اللبيب بالإشارة يفهم"، فسأكتفي بالقول والإدلال والإشارة الى ما أبتغي الوصول الى معناه،
في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين كان العراق يئن تحت سياط الظلم والقمع والبطش،
معروف عن العراقيين حبهم للتزاور من قديم الزمان، ولطالما سمعنا من آبائنا وأجدادنا كيف كانو
الإيفاء بالمواعيد، والالتزام بتنفيذها، خصلة تضاف الى الخصال الحميدة التي من المفترض أن يتحلى بها الإنسان السوي...
في مثلنا الدارج؛ "اليثرد يدري والياكل مايدري" كثير من التشابه مع واقع حالنا المعاش، وأظنني أصيب القول إن قلت أن أغلب ساستنا...