أغلبنا يتذكر جيدا وسائل الإعلام المرئية التي كانت متاحة أمامنا في زمن النظام السابق، ولاسيما الذين وعوا
قالوا قديما؛ (خير الكلام ماقل ودل)، فالقلة والدلالة -مجتمعَين- لو تمت بهما أقاويلنا لبلغنا مقاصدنا بأقل جهد
أرض السواد، اسم من أسماء عديدة أطلقت على وادي الرافدين، وكذا الحال بالنسبة الى مدنه،
"باسل ومغوار أنت يا أبا جهل".. عبارة قالها الفنان عبد الله غيث في فلم الرسالة،
في لج بحر الأمثال العراقية التي يزخر بها تاريخنا مثل يقول: (المايسوگه مرضعه سوگ العصا ماينفعه)
لو تصفحنا أسفار التأريخ، وقلبنا ماقاله السابقون -فضلا عن اللاحقين- عن أهمية عامل الوقت
معلوم أن الخصال الحميدة التي توارثها العراقيون عن أجدادهم، لها أول وليس لها آخر،
قد يظن قارئ التالي من السطور أنها درس في اللغة العربية، لكنني أعرج فيها على موضوع
ما أظنني أشط عن الصواب وأشذ عن جادة الحقيقة إن قلت ان أرباب الكتل والأحزاب ومتبوئو
الحزم، الصرامة، العدل، الجرأة ومفردات أخريات لامناص من التحلي بها لمن أوكلت اليه مهمة صنع القرارات
من أمثلتنا التي تحض على الاتعاظ بتجارب الآخرين، وتحث على استيعاب الدروس والاستفادة
منذ أربعة آلاف عام ووادي الرافدين بساط أخضر.. عطاء.. مدرار.. أطلق على أرضه أرض السواد لكثرة
لاأظن أحدا ينكر ماللنظام السابق من قدرات وإمكانيات عالية في اختلاق أدوات البطش والتنكيل بالمواطن
من سوء حظ العراقيين أن التغيررات الجذرية التي شهدوها عام 2003 كانت تتجه نحو هاوية
معروف عن العراقيين حبهم للتزاور من قديم الزمان، ولطالما سمعنا من آبائنا وأجدادنا كيف كانوا يقطعون
معلوم أن المجلس التنفيذي في أي بلد يقع عليه العبء الأكبر في إدارة شؤون البلاد،
لاأظنها صحوة ضمير، او يقظة من سبات طويل سبق أن ركن اليه الجانب الكردستاني،
لاخلاف ان الويلات والمصائب التي انهالت على العراقيين عامة وعلى أهالي المحافظات المبتلاة