قبل سنوات زارت مؤسّستنا - التي تعنى بتحقيق النصوص التراثيّة - معاونة رئيس وزراء جورجيا في أُمور الأديان .
حقّاً تعويل الناس علينا ونحن بهذا الحال من التخندق المخيف والاصطفاف المحيف ؟!
لايمكننا ونحن في أروقةٍ نخبويّةٍ راقيةٍ التغافلَ عن سلسلة حقائق وقضايا وعادات تراسخت بفعل التقادم
هكذا هي المرجعيّة الدينيّة العليا ، علّمتنا أن لا يخيب الظنّ بها ، فلقد أبقت ثقتنا عاليةً بقراراتها ، سواء نطقت
سادات الأنام يقولون : " إنّا غير مهملين لمراعاتكم ولاناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء
لِمَ لا ؟! فنحن الذين صرفنا العمر الجميل وأذبنا حلو السنين في ميادين العلم وأروقة الثقافة وفضاءات التحقيق
سبحان الله ! ياللمفارقة النادرة ؛ إذ ضمّت محلّتنا القديمة - وعلى مسافةٍ لاتزيد عن أربعمائة متر - بعض أشهر علماء
سيّدي ياابن رسول الله ، ياأبا إبراهيم ، أيّها العبد الصالح ، ياباب الحوائج
لاوجل ولاخجل ولاندم ، بل فخرٌ واعتزازّ منذ القدم ، نصدح بها عالياً ونعمل بها اعتقاداً وإيماناً شامخاً
يقولون : ماذا يعني القول الفصل في تدوين الدستور ، الانتخابات ، مضامين النطق الرسميّ بإسم المرجعيّة
هممتُ بيراعي تنميقَ مقالٍ كنت قد حكتُ خيوطه الرئيسة ورسمتُ هياكله البسيطة قبل أيّامٍ قليلة .. فعقدتُ العزم
حينما تكون مفاصل سيرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) هي الامتثال الإلهاميّ والذوبان الإيمانيّ
سيّدي أبا جعفر ، أيّها الجواد ، يامحمّد بن علي ، ياابن رسول الله
لم يُعصَموا من الخطأ والغفلة والنسيان لكنّهم إن صمتوا أنطقوا وإن نطقوا أصمتوا ، إن سكنوا حرّكوا وإن تحرّكوا
تمضي الأيّام والأعوام ... دورةٌ أو دورتان في دروس الأُصول ، ولربما دورة فقهيّة كاملة .. حضورٌ دائمٌ في
أعلم أنّ الكثيرين سيختلفون معي في الرأي ، ينتقدون ، يغضبون ؛ حيث كلّ واحدٍ منّا يحمل في جعبته سبباً وتصوّراً يدعوه لذلك
ممّا يدّعيه العقل العملي الشيعي ضرورات الحوار والتلاقح والتعايش والتآلف والأفكار المعقلنة ... بإزائها يدّعي
حكم حرّية الرأي التي تتشدّق بها الأفواه وتخطّها الأقلام وتصدح بها منابر المعرفة وتبثّها مواقع التواصل الواسعة الانتشار :