[آل سَعود]؛ {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ}
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر

يوماً بعد آخر يضيقُ الخناق ويشتدُّ الحبل حول رقبة نِظامُ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة بصفتهِ الرَّاعي الأَوَّل والحاضنة الاساسيَّة للارهاب [الاسلامي] في العالم!.
فبعدَ قانون [جاستا] الذي شرَّعهُ الكونغرس الأَميركي العام الماضي والذي اعتمدَ بالأَساس على جلسةِ الاستماع، النَّادرة من نوعِها، التي شهدها قبل ذلك الكونغرس والذي اعتبرَ العقيدة الوهابيّة الفاسدة مصدر الإلهام الحقيقي لكلِّ جماعات العُنف والارهاب باسم الدِّين حول العالم والمدعومة من حاضنتهِ التَّاريخيَّة الوحيدة في هذا العالم وأَقصد بها نظام [آل سَعود] الارهابي الفاسد! ها هي بريطانيا تحذو حذو الولايات المتَّحدة وإِن كانت بخطواتٍ بطيئةٍ! إِلّا أَنَّ مجلس العموم البريطاني سينتهي الى تشريع نَفْسِ قانون [جاستا] ولكن بنسختهِ البريطانيَّة!.
فلقد أَشار تقريرٌ حكوميٌّ سريٌّ تسرَّب فحواه وجوهرهُ اليوم [الاربعاء] لعددٍ من وسائل الاعلام الى أَنَّ [الوهابيَّة] هي مصدر الهام كلِّ الجماعات الارهابيَّة في العالم مع اختلاف أَسمائِها ومسمَّياتها! وإِنَّ نِظامَ [آل سَعود] هو المموِّل الأَصلي والرَّئيسي والأَساسي لكلِّ الجماعات الارهابيَّة في بريطانيا! كما أَنَّ [المملكة] هي المصدر الأَساس للدَّعم المالي الذي يتلقَّونهُ فضلاً عن أَنَّها مصدر الدَّعم الأَساس لكلِّ المؤسَّسات والمراكز والمدارس والمعاهد [الدِّينيَّة] التي تنشر ثقافة الكراهيَّة والعُنف والغاءِ الآخر في بريطانيا! وهي الثَّقافة التي تمثِّل القاعدة الفكريَّة التي يوظِّفها الارهابيُّون لتجنيد عناصرهُم خاصَّةً من النَّشء الجديد.
طبعاً الى جانب دوَل أُخرى في الخليج! وكما اعترف بذلك قبلَ قليل الدُّكتور سامي عبد اللَّطيف النَّصف وزير الاعلام الكويتي الأَسبق لِقَناةِ [بي بي سي].
إِنَّ الغرب يعرف جيِّداً كلَّ هذه الحقائِق إِلّا أَنَّهُ يُخفيها أَو يُظهرها فيتحدَّث عنها حسَب المصالح القوميَّة وحسب الطَّلب! أَكان سياسيّاً أَو إِقتصاديّاً أَو أَمنيّاً أَو ما أَشبه!.
ولذلك مثلاً ظلَّت الإدارات المُتعاقبة في البيت الأَبيض تتستَّر على الصَّفحات السريَّة الـ (٢٨) في تقرير الكونغرس بشأن هجمات الحادي عشر من أَيلول عام ٢٠٠١ الى حدِّ العام الماضي عندما حانَ الوقت للكشفِ عنها لتشريع قانون [جاستا] عندما شعر المشرِّعون بأَنَّ المصلحة القوميَّة العُليا للبلاد تقتضي رفع اليد عن هذه الصَّفحات السريَّة!.
ذات الامرُ يجري الآن في بريطانيا ولذلك فانا على ثقةٍ بأَنَّ مجلس العموم البريطاني سيشرِّع قانوناً مُشابها لقانون [جاستا] إِن عاجلاً أَم آجلاً! بعد أَن بَدأَ يحسُّ المشرِّعون البريطانيُّون بأَنَّ المصلحة القوميَّة العُليا للبلاد تقتضي ذلك!.
واشنطن شرَّعت [جاستا] لحلب البقرة المريضة [نظام آل سَعود] وهذا ما فعلهُ الرَّئيس ترامب بزيارتهِ التَّاريخيَّة للرِّياض! والتي تُوِّجت بإثارة الأَزمة الخليجيَّة بين [الأَشقّاء] لابتزاز الجميع بلا إِستثناء وأَقصد بهِم أَطرافٍ الأَزمة [الرِّياض والدَّوحة ودولة الامارات]!.
فهل يا تُرى ستستعجل لندن في تشريع القانون ليحصلوا على بعضِ الحليب من ضَرع البقرة المريضة قبل أَن يجفَّ فتذبحها واشنطن فتستفرد بلحمِها كما استفردت تقريباً بلبنِها؟!.
بهذا الاطار ينبغي أَن يفعل العراقيُّونَ الشَّيء ذاتهُ! فبعدَ [١٤] عامٍ من الارهاب المدمِّر الذي رعتهُ ودعمتهُ وموَّلتهُ الرِّياض! وبعد أَكثر من عقدٍ كاملٍ ظلَّ رئيس الحكومة السَّابق يتستَّر على منبع الارهاب في الْعِراقِ وأَقصد به نِظامُ [آل سَعود] لم يعُد اليوم أَمام العراقييِّن مُتَّسعاً من الوقت لتبنِّي تشريعٍ خاصٍّ يُجرِّم الرِّياض ويحمِّلها كامل المسؤوليَّة عن كلِّ قطرةِ دمٍ أُريقت وعن كلِّ عِرضٍ إِنتُهك وعن كلِّ حُرَّةٍ بيعت وعن كلِّ هذا الدَّمار الذي يئِنُّ مِنْهُ وتحتهُ الْعِراقِ! لإجبارهِ على دفع التَّعويضات كاملاً! قبل أَن يجِفَّ الضَّرع! فـ [المملكةُ] مقبلةٌ على {سَبْعٌ شِدَادٌ} ليس بعدها {عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ}!.
قد لا يكونُ الوَقْتُ مناسباً بالنِّسبةِ للحكومةِ لتتبنَّى مثلِ هذا المشروعِ على اعتبارِ أَنَّها تسعى لبناءِ علاقاتٍ جديدةٍ مع كلِّ دُوَل الجِوار، وهذا جُهدٌ دبلوماسيٌّ تُشكَر عليه! ولكن ما بال مجلس النُّوَّاب الذي من المُفترض أَن يُمثِّلَ الشَّعب؟! وما بالُ منظَّمات المجتمعِ المدني التي يُفترض أَن لا تكون لها أَيَّة علاقة بالسِّياسات الخارجيِّة للحكومة؟! وما بالُ الاعلام الوطني الذي من المُفترض أَن تكون المسافة بينهُ وبين الشَّعب أَقرب بكثير ممَّا هو عليها بينهُ وبين الحكومة أَو بقيَّة مؤسَّسات الدَّولة؟!.
لقد حاولت إِدارة الرَّئيس أُوباما عرقلة تشريع قانون [جاستا] بل أَنَّها نقضتهُ بالفيتو الرِّئاسي إِلّا أَنَّ المشرِّعين أَصرُّوا على موقفهِم حتَّى صدر القانون! وها هو اليوم يسيرُ بخطواتٍ هادئةٍ وثابتةٍ لانصافِ الضَّحايا وأُسرهِم! بما يحمي الأَمن القومي!.
فلماذا لا يفعل الشَّيء نَفْسهُ مجلس النُّوَّاب؟! لماذا لا تُبادر منظَّمات المجتمعِ المدني والاعلام الوطني للتَّثقيف على ذلك؟! فلقد حانَ الوَقْتُ لانصاف ضحايا الارهاب وأُسرهِم! بما يحمي أَمننا القومي!.
أَعرف أَنَّ المهمَّةَ صعبةٌ جدّاً لأَنَّ برلماننا العتيد طائِفيٌّ بامتيازٍ ومنقسمٌ على نَفْسهِ، والنوَّابُ مُقبلونَ على إِستحقاقٍ إِنتخابيٍّ جديدٍ! أَعرفُ ذَلِكَ ولكنَّها ليست بالمُهمَّة المُستحيلة!.
٥ تمُّوز ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat