صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

شهود عيان من سوريا !
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الشعب السوري شعب يستحق الحياة ، حياةً يتمتع فيها بالحرية والديمقراطية والرفاه الاجتماعي والاقتصادي ، ويشعر فيها المواطن  بالحرية والاستقرار وحياة  معيشية افضل ، شأنه شأن بقية الشعوب العربية الثائرة وغير الثائرة او المتململة ، كشعوب بلدان الخليج العربي ، التي تتطلع الى الحرية كبقية الشعوب  الاخرى  ،  لكن الظلم الشديد والكبت الخانق للحريات سلبها قدرتها على التحرك من اجل التطلع  لمستقبل افضل في الحياة ، اننا  واثقون ان  شعوب بلدان الخليج العربي اليوم تتحمس للثورة مثل  زميلاتها الشعوب العربية  الثائرة الاخرى ، وسيأتي  اليوم الذي  تتخلص  فيه  من سلاطين الحكم الوراثي ، مثل ماتخلصت الشعوب الثائرة  ، وان كنا نخشى على الشعوب الثائرة  اليوم  من  ان  تُسرق  تضحيات  وثمار ثوراتها  ،  او تنحرف عن مسارها الطبيعي على اقل تقدير ،  وذلك  بسبب التدخلات  الامريكية  وحلفائها  في المنطقة  ،  ونخشى  كذلك  من تسلل عناصر التخلف  والارهاب  من  اتباع  النظام  السعودي  داخل  مسار  الثورة  لغرض  تشويهها  وجني  ثمرتها  لصالح  الحركات السلفية المتحجرة  ،  وهذا  ما يجري بالفعل في هذه  البلدان  الثائرة  كمصر  وتونس واليمن وليبيا ،  وما يجري  اليوم في  سوريا  فنحن  مع الشعب  السوري  في التطلع  نحو الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والتمتع بحياة افضل ،  لكن   لسنا مع  مجيئ  نظام  حكم  يدور في  الفلك  الامريكي الصهيوني السعودي ، فالنظام  في  سوريا  اليوم رغم السلبيات الكثيرة الموجودة ، الا انه  يعتبر النظام  الافضل  ضمن  منظومة  النظام العربي  في   موقفه  من   الكيان الصهيوني وفي دعم المقاومة ، وما الحملة الاعلامية الواسعة ، والمضللة في  كثير من طروحاتها والتي يقودها  المحور الامريكي  السعودي ، وبقية اتباع هذا الحلف ، انما تهدف الى  تضليل  الرأي   العام  العالمي ، وتهدف  الى  التأثيرعلى الوضع الداخلي السوري ، وغايتها  اسقاط  النظام  في سوريا والمجيئ بنظام يؤمّن للكيان الصهيوني حدوده ، كذلك  ليكون هذا  النظام قاعدة للانطلاق نحو لبنان  والعراق ،  لبنان  لغرض  القضاء على  المقاومة  وتأمين  حدود  الكيان الصهيوني  شمالا  ،  والعراق  وبدوافع  طائفية  مقيتة  لتغيير المعادلة السياسية  لصالح  البعث الوهابي  وسحق الغالبية الكبيرة من الشعب العراقي مثل ما كان  يعمل صدام  المقبور ،  عليه  فالنظام في  سوريا  اذا نظرنا  للمصلحة  العربية  والاسلامية  العليا  هو الافضل من  بقية  الانظمة  العربية ، على الاقل  هو  الحامي لظهر المقاومة ولا يقف بوجهها مثل ما تعمل الانظمة العربية الاخرى ، هذا لا يعني اننا مع النظام السوري ، بل اننا  مع  الشعب  السوري  باجراء  الاصلاحات  المهمة  والضرورية ، ونيل الحقوق والمطالب المشروعة التي  تخدم شرائح الشعب المختلفة   كذلك تسمح هذه الاصلاحات للمعارضة البناءة بممارسة دورها الايجابي في  التقويم والنقد البناء ،  ويجب  ان لا يغيب عن  اذهاننا  ان  ما نسمع  من اعلام عن  الوضع  في سوريا خاصة قناة الجزيرة( الامريكية )  وقناة العربية السعودية ، وبقية  القنوات  التابعة  والممولة  من  الحلف الامريكي السعودي الصهيوني، لا ينم عن الحقيقة  ولا يعكس الواقع ابدا  ،  وهذا ما اكده  شهود العيان الذين  يأتون  بالمئات في كل يوم من سوريا ،وبالمناسبة اننا نعتبر هجوم النخيب هو جزء من هجوم هؤلاء على سوريا ، ولتحقيق اهداف اخرى ايضا منها خلق الخوف في نفوس الناس الذاهبين الى  سوريا لغرض منعهم من الوصول اليها وحجب شهود العيان الذين يقومون  بنقل المعلومات التي  تشاهد على ارض  الواقع ،  كذلك  في حالة  امتناع  الزائرين  من الذهاب  الى  سوريا  سيؤثر ذلك على الاقتصاد السوري ،وهذا  ما تهدف اليه الحملة  التي  تقودها  امريكا والسعودية وبقية دول الخليج وتركيا لتوجيه الضغوط على  سوريا  واضعاف  الموارد الاقتصادية لها  ،  اضافة  الى الغرضين السابقين  يهدف  الهجوم  الارهابي في النخيب الى اشعال نارالحرب الطائفية في العراق من جديد بعد ان اطفئها الشعب بصبر كبير ،  خدمة  للاجندة  الامريكية  السعودية  ، التي  تصب في مصلحة الكيان المحتل  لفلسطين  ،  شهود  العيان القادمون  من سوريا  يكذّبون جميع  اخبار  قناتي الجزيرة وقناة العربية وبقية قنوات المحورالمعادي لسوريا  بقيادة امريكا  والسعودية  المتابع لاعلام هذه القنوات عن الوضع في سوريا ، يتخيل ان الدنيا مقلوبة في سوريا  ولا يمكن لك ان تزورها او ان تتجول في شوارعها  واسواقها  ،  والقنوات الفضائية   التابعة للمحور الامريكي السعودي  تعكس  واقعا  مأساويا  ومزريا عن حالة  الشعب السوري في حين يؤكد شهود العيان عكس هذا الواقع، ومن  خلال المتابعة  للاحداث  في البلدان العربية التي تشهد شعوبها  ثورات ضد حكامها ،  نرى اصابع هذا الحلف تتحرك داخل هذه الدول  الثائرة   ايضا  ،  لتحقيق عدة  اهداف  اهمها  سرقة   نتائج   الثورات  لصالحها  ،  والمجيئ  بحكام حسب مقاسات هذا الحلف ،  والتعويض عن الانظمة  التي  تسقط   بانظمة   تتحرك  ضمن  دائرة  المحور  الامريكي  السعودي   خدمة  لمصالحهم  ومصالح الكيان الصهيوني ،  وبعض الدول التي  تشهد  ثورات شعبيه مثل ليبيا  ،  والتي وفق حسابات هذا الحلف لا تعتبرها  تتحرك ضمن  دائرة المحور الامريكي ، لجأ هذا الحلف الى تدمير ليبيا وبطريقة  قانونية  باسم  المنظمة  الدولية (  الامريكية  )  ، اذ جعلوا من ليبيا  ساحة حرب اهلية  لغرض تدمير الشعب الليبي ، كما ساهموا في تدمير البنى التحتية لهذا البلد ، اما اصل المشكلة وهو معمر القذافي فهو في الحفظ والصون ولا ينتهي الا بعد نهاية  اجندتهم  في ليبيا  ،  وربما يجعلون من القذافي موضوعا للتسلية بعد  نهاية مهمتهم  فيحافظون على حياته  تحت  هذه اللافتة ، لان القذافي ايضا قدم لهم  خدمات مجانية كثيرة،  شأنه شأن بقية الحكام التابعين لهم  في  المنطقة  ،  واذا قرروا القبض عليه فستتحول قضيته الى مسرحية هزلية عندما يعرضوه على المحكمة الدولية التي هي اصلا تابعة لامريكا وحلفائها ، وكل  الشعوب اليوم تشاهد  مسرحية  محاكمة حسني  مبارك  ،  واتوقع اختفاءه بعد انتهاء استخدامه اعلاميا في خدمة الاجندة  الامريكية السعودية  ،  اما  بالموت اوان يختفي في احدى  دول الخليج العربية  وعلى الاكثر في  قطر ،  على شاكلة  اختفاء الحاكم  التونسي  علي زين العابدين  في السعودية  ،  كما  نشير الى  بدئ  خارطة الطريق لاختفاء علي عبد الله صالح  في السعودية ايضا او اي بلد خليجي اخر، كلها مسرحيات امريكية صهيونية سعودية ، للضحك على الذقون ، ما فعلوه  في ليبيا  من تدمير يريدون  فعله في سوريا ولكن  بآلية  جديدة  ،  وايضا  باسم  المنظمة  الدولية  ( الامريكية ) ، ذلك لانهم يعتبرون سوريا عدوهم الثاني بعد ايران ،  وحزب الله  في لبنان ، سوريا عندهم العقبة المانعة لمحاصرة حزب الله في لبنان، والعقبة في تطبيع علاقات  الدول العربية  مع الكيان المحتل  لفلسطين ،  الحلف  الامريكي  السعودي الخليجي  وتركيا التي تدور هي ايضا  ضمن  النفوذ  الامريكي  هدفهم  الستراتيجي اليوم الذي يخدمهم  ،  ويخدم اهداف الكيان الصهيوني ،  هو اسقاط  سوريا  وتدمير بناها  التحتية ، لانهم  يعتبرون سوريا  بوابة  القضاء على حزب الله في لبنان ، وهي قاعدة  الانطلاق لترتيب الاوضاع  في العراق ،  لهذا نرى السعودية  وبلدان  الخليج  الاخرى  تصرف  ملايين الدولارات  لتحقيق هذه  الاهداف  الطائفية  التي تخدم  في الاخر  الكيان  الصهيوني  ،  والمتتبع  لتصرفات هذا  الحلف  واعلامه يطرح سؤالا واقعيا وموضوعيا ، ومقدمة السؤال ، اذا كان الوضع هكذا في سوريا ! قتل  وموت في الشوارع ، واحتجاجات وعصيان وتدمير وفوضى  وعدم  استقرار ،  اذن  كيف يستطيع السائحون الدخول الى سوريا والبقاء فيها لاسابيع ؟

السائح عندما يذهب الى بلد ما غايته الاستراحة  والاستمتاع  والاستجمام  ،  وقضاء اوقات جميلة ، فأذا كان الوضع هكذا  مترديا في سوريا  اذن لماذا  يذهب الناس الى هناك لغرض السياحة ؟
التقيت بصورة مباشرة بعض السائحين العائدين من سوريا ، سألتهم كيف تستطيعون الاستمتاع  بسفرتكم وهذا الوضع السيئ  والمتردي في  سوريا ،  احتجاجات وتدمير وقتل وفوضى وقطع للطرقات ...الخ ، نفوا هذه الاقوال  ،  واكدوا ان لا وجود  لمثل هذه الامور التي تطرح  في الاعلام  انها اكاذيب وتهويل ومبالغات وفبركات  الغاية منها  الاساءة  للشعب  السوري  ،  اذ  يؤكد هؤلاء السائحون شهود العيان ،  انهم  لم يرصدوا أي حالة غير طبيعية ، ولم يروا أي مظاهر مسلحة في الشوارع ،ولم يروا  تظاهرات في الشوارع او غلق للاسواق  ،  بل  سمعوا ولم يروا  باعينهم  ان  هناك اضطرابات في بعض البلدات الحدودية  وبتحريض وترتيب  من دول مجاورة ، اكد السائحون ان الحركة السلفية المدعومة من السعودية ودول الخليج العربي وبمباركة من تركيا  وامريكا  والاردن  وهم من انصار المحور الداعي  لتطبيع  العلاقات  مع الكيان الصهيوني ،  تقوم احيانا باقتراف جرائم بحق الابرياء ، وتُفبرَك هذه الاعمال من  قبل  اعلام  المحور الامريكي  السعودي  لاعطاء انطباع  بأن الوضع  سيئ في سوريا ، مثلا ذكر احد السائحين  ، ان  من الحالات المفبركة  التي شخصها هو ، ان احد القناصة المسلحين المختبئ في مكان ما ومن بعيد يرصد مثلا المصلين  في احد الجوامع ، فيضرب طلقة عشوائية باتجاه المصلين لتصيب ايا  منهم لان  الغاية  خلق فوضى واضطراب ، في هذه الحالة عندما يصاب شخص بطلق ناري في باب جامع من الجوامع او أي مكان عام اخر ،  من الطبيعي ان يتجمع الناس حوله  ويحاولون انقاذه  ،  في هذه  الاثناء  كاميرات العربية  والجزيرة  متأهبة  لتصوير هذا  المشهد   لفبركته واظهاره على ان هؤلاء  متظاهرون  تعرضوا لهجوم  من  قوات  الحكومة وقتلوا متظاهراً او اكثرحسب الرواية المفبركة ، وهكذا  تجري  الاحداث ،  في حين  ان العملية  برمتها  مفبركة  ، وهي بالاساس  موجهة ضد الشعب السوري ، كلامنا هذا لا يعني اننا ننفي ان يكون هناك مطالب مشروعة لابناء الشعب السوري  لغرض  اجراء اصلاحات ، والمطالبة بالحرية والديمقراطية  والمطالب  المشروعة  الاخرى   لكن ان  تتجه الامور مثل  ما اتجهت في ليبيا هذا امر مرفوض  من الشعب السوري  ومرفوض من  كل غيور على  مصلحة  الشعب السوري   ،  لان الغاية  الاهم  عند  الحلف المعادي لسوريا هو المجيئ  بنظام حكم  يدور في  فلك امريكا  خدمة   للكيان الصهيوني ، عليه  فأن النتيجة التي توصلنا  اليها  من خلال  شهود العيان ان الوضع في سوريا ليس مثل ما يطرح في  وسائل  الاعلام  ،  خاصة  الاعلام  التابع  للنفوذ الامريكي والتابع  للسعودية ، بل هناك  مطالب مشروعة  للشعب  السوري  لا بد من  تحقيقها، وليس هناك عنف لتحقيق هذه المطالب المشروعة  ،  لان  الشعب  السوري  شعب متحضريرفض العنف ويرفض كذلك الارهاب تحت أي عنوان   كان  والعنف الموجود  في  سوريا  اليوم هو من  فعل  وخلق  عصابات السلفية  المتخلفة  صنيعة السعودية التي  تكره  كل  جميل  وتكره الحب والانسانية ولا تحب  الا  نفسها  ، هذه  العصابات السلفية المسلحة  والمدعومة  من السعودية  ومن  اعداء  الشعب  السوري هي  من  يقتل  ويشوه ، لكن  ثقتنا  بالشعب السوري  ان  يتجاوز هذه  الازمة   وهذا الامتحان وان تتجه الامور لما  فيه مصلحة الشعب السوري الشقيق .  
    

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/19



كتابة تعليق لموضوع : شهود عيان من سوريا !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : الانيقه ، في 2011/09/19 .

كلماتك ذات الفكر الراقي,, التي تكحل أعيننا , وتطرب مسامعنا ,وتنير عقولنا نحو الصواب والرشاد في هذا الصدد ,رائع أيها المبدع ,وننتظر منك المزيد أستاذنا وكاتبنا الراقي والمتألق علي جابر\\\\\\\\دمت بخير عزيزي.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net