صفحة الكاتب : يوسف رشيد حسين الزهيري

العشائر العربية والدور الوطني
يوسف رشيد حسين الزهيري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 تعتبر العشائر من اهم مرتكزات المجتمع العراقي وقد لعبت العشائر، بوصفها من أهم المؤسسات الاجتماعية التقليدية، دوراً بارزاً في الحياة السياسية العراقية، منذ تأسيس دولته إلى يومنا هذا. وتراوح دورها بين الظهور والغياب، بحسب طبيعة الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق، والتي كانت أكثريتها علمانية من حيث الشكل، حتى عام 2003.

فالسلطة السياسية وضعت في اعتبارها عناصر القوة التي تتمتع بها مؤسسة القبيلة والعشيرة في المجتمع العراقي، لاسيما السلطة القبلية او الرابطة بالدم والانتماء العشائري او الدور القيادي والراعي الابوي التي يمارسها زعيم القبيلة وشيخ العشيرة على أتباعهما.

والعشائر في العراق تسلح أفرادها بأسلحة خفيفة ومتوسطة، باعتبارها أهم مظاهر القوة، ولا يمكن أن تستغني عن أسلحتها. غير أن العشيرة، وعلى طوال تاريخ العراق المعاصر منذ عام 1921، لم توجه أسلحتها إلى الدولة، أو تنازع سلطتها سلطة الدولة، إلا في حالة تكاد تكون نادرة جِداً، تهدد امن وهيبة وكرامة القبيلة  فسلطة القبيلة والعشيرة كانت متماهية، إلى حد كبير، مع مختلف السلطات في هذه الحقب المتعددة والمختلفة.
ولقد مارست العشائر دورا بارزا  في محاربة الإرهاب، فلها دور محوري في تلبية فتوى المرجعية الدينية العليا،  او في جانب اخر من التعاون مع الدولة في طرد فلول تنظيم القاعدة كما حصل سابقا في مدينة الانبار وتشجيع أبنائها للالتحاق بصفوف المتطوعين والحشد الشعبي، الذينَ بدورهم أثبتوا وطنيتهم وشجاعتهم وحبهم لوطنهم، بما نزفوه من دماء حفاظاً على دينِ الله ومقدسات الوطن.

وأيضاً لا تنكر المكانة الإجتماعية التي تتمتع بها العشائر عبر ممثليهم الشيوخ والأمراء والسادة العُمداء، الذينَ لعبوا دوراً مهماً في الحفاظ على النسيج الإجتماعي الرصين، وكانت لهم صولات وجولات تاريخية، في مساندة مطالب المرجعية والشعب، كما حصل في ثورة العشرين مثلاً. او في تعاطيهم مع الاحداث السابقة والجارية في العراق 
ومن الجيد أن يكون للعشائر الكريمة دور كبير أيضاً في حل الكثير من المشكلات واالنزاعات الداخلية والمساهمة الفاعلة في احلال السلم المجتمعي   ومحاربة الفساد، لكن ليس على هذه الشاكلة، فحسب بل نطمح ان تكون العشائر على مستوى عال وكبير في اعلى درجات المقاييس الوطنية  ويجب أن تؤمن العشائر بالقضاء والمؤسسات، واحترام القانون  وتحذر أبنائها من الإنجرار إلى بحر الفساد سيء الصيت، وتعمل على تثقيفهم وردعهم، بما يضمن دعم كيان الدولة ومؤسساتهِ العاملة، ليكون مستقبل العراق أفضل.
من خلال المؤسسات الدينية والتي تكون  المرشدة والرافد الروحي والديني والعاطفي لتلك العشائر وابناءها  وبما يعزز مكانتها الشرعية ودورها الشرعي والاخلاقي والتثقيفي لمواجهة تحديات المرحلة وسبل تامين حماية ابناءها  وتعزيز الرابطة الوطنية والأخلاقية وتعميم الافكار الدينية ونشرها فكرا وسلوكا . فالثقافة المجتمعية والاسلامية  تعد اليوم رسالة الامة الضميرية التي يجب نشر افكارها وتعميق مفاهيمها لدى ابناء العشائر للمساهمة في بناء المجتمع العراقي الجديد .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يوسف رشيد حسين الزهيري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/09



كتابة تعليق لموضوع : العشائر العربية والدور الوطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net