صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أيتها الأرض!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل تخرج الأشياء من كهوف موتها؟
هل تغادر الذات قوقعتها؟
هل تتحطم كرات البشرية الصلدة الحمقاء وتتفاعل مع بعضها؟
هل نتخلص من جلدنا الحجري ونعيش بطراوة الحياة ونبضها؟
هل نطارد شخصنا في محنة اللاجدوى؟
هل نراجع رؤية بلا عيون؟
هل ندخل في مكاننا ونعيش زماننا أم ترانا في مسرح السراب الغثيث نتوهم الحركة ونحن في ذات المكان البعيد؟
هل نخرج من كيس الذات الخانق ونرى بعيون الوجود فسحة الأمل ونتوقف عن مطاردة البهتان
هل نكون مع الحياة , ونمارسها؟
أم نحن على الحياة , وضد تيارها المتدفق من عيون الوثوب والتجدد , وينابيع الطموحات والارتقاء؟
هل نولد من رحم الحياة على مسارحها , أم يتم إسقاطنا في جوف الموت الأسود؟
هل نحن أحياء , أم ترانا نحلم كالأموات في أجداث الصمت ورمال الرحيل؟
هل نحن في صندوق اليأس ووديان الإحباط؟
أم أننا نركض بحرية في دروب الصيرورات , وتحت أنوار الشمس الأزلية؟
هل نحن مجتمع متفاعل , أم مجتمع متقاتل , مختنق بالسيئات والعماء الذاتي المتصلد , الذي لا يرى الحياة إلا احتكاكا وشرارا يتدفق من الأجسام الصلبة , ذات الحركة البطيئة جدا والجذب المتراجع إلى الوراء؟
هل نحن في عالم اليوم المتحرك بسرعته الفائقة المتبدلة الخطوات والإيقاعات , أم أننا نمضي بلا أقدام ولا بصيرة أو عيون؟
هل نحن نحن أم ترانا لا نحن؟
تساؤلات تتحرك على وجه الزمن المضطرب الخالي من الضمير , والذي أصبح عبئا على مجتمع صنع نافذة الصيرورة الأرضية الكبرى , وخطى نحو التطور والخلق والإبداع بثبات وقوة , قبل أن تعرف الأرض حضارة الإنسان وتأنس بفكره.
شعب تراه اليوم يتكوم على أرصفة الويلات , ويشرب من أنهار الأحزان والآهات , ويذرف من عيونه دماءا , ومن عروقه وجعا , يصيب نجوم السماء بمقتل.
ماذا جرى في عالم الحياة , ولماذا لا تحقق إرادتها في أرضنا؟
ولماذا إستدعت أسباب الموت والفناء إلى سطح الوجود الأكبر؟
 ولماذا أعلنت أن على قوة الأرض بكل ما فيها من طاقات أن تتركز في وطن , وتظهر آثارها ودورها بكل أبعاده على مسرح الأحداث , التي تفاعلت وتدثرت بالعجائب والغرائب من الرؤى والتصورات والأقوال والمسميات , حتى تحول النور إلى ظلام , والشر إلى خير , والموت إلى حياة. 
وتبدلت ألوان التفاعلات البشرية , وغدت ذات عناوين سوداوية , لكنها تدعي الحرية والتطور والتقدم , والانطلاق إلى مسارح العقلانية المقيدة بالشرور والعواطف والإنفعالات , ودواعي النفس الأمارة بالسوء والبلاء.
ماذا جرى أيتها الأرض , التي تدور لتكثف أحزانها وتركز شرورها , في بلاد هي مركز للخير والسلام والمحبة والألفة والنقاء والصفاء والرجاء.
أيتها الأرض إستفيقي من مسيرة العربدة والخذلان , وتفاعلي مع الشمس بأسلوب يؤدي إلى صيانة الحياة وتنامي قدرات الخير والأمل , وإبعدينا عن السوء الذي تأجج بلا مسوغ على ثرى الأمجاد والحضارات , وباسم المعطيات التي أرادها الله أن تكون معيارا للتطلعات العلوية والتفاعلات السامية.
فهل سيستيقظ الزمن من غفوته ويتحرك المكان عن موضعه ؟
وهل ستدرك البشرية فعلتها , وتنهض من سباتها الأخلاقي , وتراجع أفعالها قبل أن ترتعش الأرض وتلقي بحملها في غياهب العدم البعيد؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/07



كتابة تعليق لموضوع : أيتها الأرض!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net