صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

السيدة خديجة عليها السلام سند الرسالة الإسلامية
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مثلت السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام, نموذجا للمرأة المثالية, المشتملة على جميع صفات الكمال من خلق وأدب رفيعين, كما كانت سلام الله عليها نقلة نوعية في واقع المرأة العربية أو الحجازية تحديدا, فبينما كان العرب يئدون البنات ويعتبرونهن عورة ومنقصة وسبة, كانت السيدة خديجة تمثل الطبقة العليا من القوم حثث كانت مشاركة في التجارة وادارة الأعمال, وتملك من الأموال ما يحسدها عليه الرجال. 
صفات السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام الحميدة أكسبتها لقبا عُرفت به بين قومها, حيث كانت تلقب بالطاهرة, وهذا اللقب يعكس الحقيقة الأخلاقية والإيمانية لهذه المرأة الصابرة, فالطاهرة لم تتدنس بدنس الشرك, أو الصفات الرذيلة المنتشرة في منطقة الحجاز تلك الفترة.
كانت السيدة خديجة تنتخب الأفضل والأكمل ومن يتصف بالأمانة, ليروح في تجارتها, ولما برزت سيرة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله, وذاع صيته بالأمانة والصدق, ولقب بالصادق الأمين, حينها هفت نفس الطاهرة خديجة لإرسال هذا الهاشمي في تجارتها.
تلتقي السيدة خديجة سلام الله عليها نسبيا بالجد الرابع مع النبي صلى الله عليه وآله, كما إن أمها أيضا تلتقي في النسب مع عائلة عبد المطلب رضوان الله عليه.
تاجر النبي محمد صلى الله عليه وآله بأموال خديجة, وكانت رحلته الأولى إلى الشام, وكانت تجارته رابحة بأضعاف مضاعفه, كما إن الشهادات القادمة من رفقاء النبي في السفر, وما شهدوه من ظهور الكرامات لهذا النبي العظيم, جعل من خديجة سلام الله عليها تتطلع للزواج بهذا الصادق الأمين.
أخبر النبي محمد صلى الله عليه وآله عمه ابا طالب برغبة بالاقتران بخديجة, وتمت الخطبة, ويقال إن النبي محمد صلى الله عليه وآله حينما تزوج بخديجة, فأن مائتي امرأة من بيوت العرب, متْنَ حسرة لأنهنَّ لم يظفرن بالزواج بهذا الرجل الصادق.
كانت السيدة خديجة هي زوجة الرسول الوحيدة, لم يتزوج النبي صلى الله عليه وآله بأمرة غيرها في حياتها, وهي أم أولاده جميعا إلا إبراهيم, فقد أولدت للنبي القاسم والطاهر, اللذين توفيا وهم صغارا, كما وانجبت السيدة خديجة مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام.
حينما بُعِث النبي صلى الله عليه وآله بالرسالة, كانت خديجة سلام الله عليها أول من آمن وصدق بالنبي, وقد ساندته ودعمته أيما دعم, ولأن الأموال جزء من مقومات أي ثورة تغييرية أو نهضة اجتماعية, لذا فإن السيدة خديجة قد أنفقت كل ثروتها لدعم الرسالة, وكانت محور الدعم والإسناد لهذه الرسالة, وقد شكر الله سعي هذه المرأة المجاهدة, حيث هبط جبرائيل عليه السلام واخبر الني صلى الله عليه وأله بأن البارئ يقرأ خديجة السلام.
ضحت السيدة خديجة بكل ما تملك, وواست النبي بنفسها, وقد عانت فترة الحصار في شعب أبي طالب, وتحملت الأذى في سبيل الرسالة, وتوفت بعد وفاة أبي طالب عليه السلام, بعشرة أيام في العاشر من شهر رمضان عام 3 قبل الهجرة.
تأثر النبي صلى الله عليه وآله لوفاة خديجة سلام الله عليها أيما تأثر, وحزن حزنا شديدا لوفاة هذه الطاهرة المؤمنة, وقد سَمى النبي صلى الله عليه وآله عام وفاة أبي طالب وخديجة سلام الله عليهما بعام الأحزان.
فالسلام على سيدتنا خديجة يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/07



كتابة تعليق لموضوع : السيدة خديجة عليها السلام سند الرسالة الإسلامية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net