سباق التهاني بحلول شهر رمضان المبارك
فؤاد المازني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فؤاد المازني

جرت العادة في مواقع التواصل الإجتماعي بكافة أبوابها أن تزخر بملصقات التهاني والتبريكات مع بداية كل أسبوع إبتداءآ من ليلة الجمعة وحتى غروب شمس الجمعة وبطبيعة الحال تكون محفوفة بأنواع الدعوات والإبتهالات والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والروايات عن أهل البيت عليهم السلام وكذلك الأقوال المأثورة من هنا وهناك . ويمكن القول بأن العراقيين يمتلكون ثلاث أرباع المخزون العالمي من تهاني الجمعة ويتبادلون %99 من هذا الخزين في كل جمعة مستغلين مواقع التواصل الإجتماعي بكل ماإستطاعوا من إدخار للمشاركة في شبكات الإنترنيت ، بالرغم من أن الأغلبية الساحقة لا يؤدون صلاة الفجر في وقتها ولا حتى يقيمون صلاة الجمعة فضلآ عن غياب الهدف الأسمى من أصل إقامتهم للصلاة وهو نهي أنفسهم أولآ عن الفحشاء والمنكر ثم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لسائر الناس . من هنا يمكن القول بأن الأمر لايتعدى صورة من صور العادات والتقاليد التي أصبحت من المتعارف عليها والإلتزام بتأديتها ضمن سياقات التعاملات الإجتماعية ، وعلى نفس الشاكلة تزخر اليوم مواقع التواصل الإجتماعي بكم هائل من التهاني الرمضانية ووابل لاحصر له من الملصقات بالتبريكات لحلول شهر رمضان المبارك وكأنه سباق ماراثوني عبر الإنترنيت لمن يتحف أصدقاءه ومعارفه بأجمل واحلى وأروع تهنئة رمضانية .. شهر رمضان.. هو شهر العودة الى جادة الحق التي رسمها الله تبارك وتعالى لعباده.. شهر التمسك بحبل الله المتين ونبذ الباطل بجميع صوره ومسمياته.. شهر الإنتفاض على النفس الأمارة بالسوء وقطع حبائل ومكائد الشيطان الرجيم .. شهر رمضان .. هو شهر الصيام عن المحرمات بكل أشكالها وإرجاع الحقوق المسلوبة الى مستحقيها .. هو شهر التوقف عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان والنظر الى المحرمات .. هو شهر محاربة الرشوة والمحسوبية وسرقة المال العام والهيمنة على ممتلكات الدولة .. هو شهر تطهير البدن والروح مما تحملان من خبائث ..هو شهر الشعور بالإنسانية تجاه الآخر .. قبل ان تبعث التهاني وتتسابق مع الآخرين لا تتعب نفسك بالصوم عن الأكل والشرب قبل أن تعرف ماذا يعني لك شهر رمضان ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat