صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَنْقَرَةُ تَدْعَمِ الارْهَابِيِّينَ بِعِدْوَانِها عَلَى الْعِراقِ
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   أَوَّلاً؛ إِنَّ العُدوان العسكري التُّركي اليوم على الْعِراقِ، مُستنكَرٌ ومرفوضٌ مهما كانت الذَّرائِع، وستدفع ثمنهُ أَنقرة إِن عاجلاً أَم آجلاً!.
   إِنَّ ذريعة حماية الأَمن القومي للإِغارة على بلدٍ جارٍ ذات سيادةٍ! مرفوضةٌ جملةً وتفصيلاً لأَنَّها تأتي على حسابِ الأَمن القومي لهذا البلدِ الجار! خاصَّةً وأَنَّ هناك أَكثر من طريقةٍ للتفاوض بين بغداد وأَنقرة لتحقيق الأَمن القومي لكِلا البلدَين الجارَين! لو أَنَّ الأَخيرة تعاملت بحُسنِ جوارٍ وتخلَّت عن سياساتها العدوانيَّة والتوسعيَّة تجاه جارها الْعِراقِ!.
   ثانِياً؛ إِنَّها تحاول تشتيت الجُهد العسكري العراقي المُنصبّ الآن في معركة تحرير المَوصل!.
   إُنَّها تُحاولُ عرقلة الانتصار وتأخيره! كما تحاول بمثلِ هذا العُدوانِ أَن تُمارس ضغطاً بشَكلٍ من الأَشكال لفرضِ أَجنداتِها السِّياسيَّة وإِرادتها التوسعيَّة في هذا الجزء الحسَّاس من الْعِراقِ! بَعْدَ أَن فشِلت في تحقيقِ ذلك بتواجدها العسكري الذي حاصرتهُ القوّات المسلَّحة العراقيَّة ومعها قوَّات الحشد الشَّعبي!.
   ثالثاً؛ ولذلك ينبغي على الْعِراقِ أَن يتعامل بحكمةٍ وصبرٍ وحنكةٍ سياسيَّةٍ فلا ينجرَّ لأَيِّ تصعيدٍ مسلَّح مع تركيا، لإِفشالِ خططِها، فالتَّركيز على معركة المَوصل لإعلان النَّصر النَّهائي النَّاجز مطلبٌ وطنيٌّ إِستراتيجيٌّ، لا ينبغي إِغفالهُ أَو تشتيتهُ أَبداً!.
   رابعاً؛ وفِي نَفْسِ الوقت فانَّ على الْعِراقِ أَن يتحرَّك سياسيّاً وديبلوماسيّاً وحقوقيّاً على هيئة الأُمَم المتَّحدة ومجلس الأَمن الدّولي لإدانةِ أَنقرة لارتكابها هذا العُدوان الصَّارخ على الْعِراقِ وإِنتهاك سيادتهِ!.
   رابعاً؛ كما ينبغي على الْعِراقِ أَن يطلب من واشنطن تفعيل البروتوكول الأَمني في إِتِّفاق الاطار الاستراتيجي بين البلدَين لردعِ تركيا وإِيقافِها عند حدِّها بَعْدَ أَن تمادت في تكرارِ العُدوان!.
   خامساً؛ في ذات الوقت فانَّ موقف واشنطن المُخجل من العُدوان دليلٌ آخر على عدم جدِّيَّتها في مساعدة الْعِراقِ في حربهِ الشَّرسة على الارْهابِ!.
   إِنَّ واشنطن تعرفُ جيِّداً بأَنَّ مثل هذا العُدوان وفِي هذا الظَّرف الحسَّاس يصبُّ في صالح الارهابيِّين! فلماذا لا تستخدم لُغةً أَشدُّ وطأَةً ضدَّ أَنقرة؟!.
   سادِساً؛ والأَشدُّ غرابةً الموقف الذي جاءَ على لسانِ السيِّد البارزاني رئيس إِقليم كُردستان المنتهية ولايتهُ الدُّستوريَّة! فبينما شجبت كلِّ الأَطراف هذا العُدوان وحمَّلت أَنقرة مسؤوليَّة تداعياتهُ الخطيرة! حمَّل الموما اليهِ المعارضة الكُرديَّة التُّركيَّة مسؤوليَّة إِستشهاد (٥) من عناصر البيشمرگة بهذا العُدوان! لتواجدِها في شمال الْعِراقِ! وهو يعرف جيِّداً الظُّروف المحيطة بذلك، بل وفِي كلِّ هذا المثلَّث [السُّوري العراقي التُّركي] برمَّتهِ والتَّعقيدات التي تلفَّهُ وتُخيِّم عليهِ!.
   سابعاً؛ إِنَّ أَنقرة تسعى بمثلِ هذا العُدوانِ لخلطِ الأَوراق للتَّخفيف من الضَّغط الذي يتعرَّض لَهُ الارهابيُّون في هذه المنطقة سواء في الْعِراقِ أَو في سوريا!.
   ولذلك ينبغي على بغداد الانتباه الى هذا الأَمرِ، كما ينبغي على واشنطن أَن تُثبت للعراقيِّين أَنَّها بالفعل حليفتهُم في هذهِ الحَرْبِ المصيريَّة!. 
   ٢٥ نيسان ٢٠١٧
                       لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/26



كتابة تعليق لموضوع : أَنْقَرَةُ تَدْعَمِ الارْهَابِيِّينَ بِعِدْوَانِها عَلَى الْعِراقِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net