صفحة الكاتب : عمار العامري

استهداف الوقف الشيعي استهدافاً للحوزة
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   عندما يكون الصراع بين الأخلاق ببُعدها الايجابي, والسياسة ببُعدها السلبي, ينعكس الصراع على المجتمعات المتأثر بكليهما, الأخلاق الإسلامية؛ دائماً ترتقي وتسمو على المعايير الأخرى, لتأثيرها في بناء المجتمع, كونها الدستور الأساس له, إما السياسة؛ وفق المصالح الذاتية والفئوية, تنظر للمصالح العليا بنظرة قاصرة, ما أنتج هجمة ظالمة لاستهداف المرجعية الدينية.
   طيلة أكثر من عقد بعد تغيير النظام السياسي في العراق عام 2003,  مع كل هذا, لم نجد من يسلط الأضواء عليه, لكن تغيرت البوصلة بشكل كبير, بعدما تولى السيد الموسوي رئاسته.
   السيد علاء الموسوي؛ يعد من أبرز أعمدت التيار الإسلامي السياسية؛ إدارياً وفكرياً, يحظى باحترام المرجعية العليا, لما يتمتع فيه من أهلية في الأمور الشرعية, والكفاءة والنزاهة, ظهر قبل توليه رئاسة الوقف الشيعي, معبراً عن رأي المرجعية الدينية في بعض الأمور السياسية, لاسيما رأيها في الانتخابات, والتنافس على رئاسة الوزراء, وتعرض الطلبة الباكستانيين للمضايقات الأمنية, بعد يومين من إجراء الانتخابات الأخيرة.
   واجهة الموسوي؛ أول الاعتراضات عليه, بحجة عدم امتلاكه شهادة مؤهلة للمنصب, بالحقيقة هذا الشرط غير موجود في معايير اختيار رؤساء الأوقاف, إلا إن غاية إبرازه للإعلام, كان لأسباب أهمها؛ استهداف "مقام المرجعية", لوقوفها بوجه عودة رئاسة الوزراء للجهة التي تستهدفها, وما برح إن يسود الهدوء, تزامناً مع انطلاق الذكرى الثالثة لفتوى الدفاع المقدس, برز الترويج لاتهام الموسوي بالتحريض لقتال المسيح.
   الحملة الإعلامية؛ التي استخدمت فيها كل الوسائل المتاحة, يظهر إن من يقودها هما جهتان, الجهة الأولى؛ يمثلها الخاسرين من تولي السيد الموسوي رئاسة الوقف, لأنه أوقف تنفذهم في الديوان ومشاريعه, وأولئك يمثلون أحزاب دينية, وواجهات مستقلة, والثانية؛ تمثلها جهات سياسية "دينية وعلمانية", المخالفة للمرجعية, بغية استهدافها, ما جعلها تمارس إثارة الطائفية, والأحقاد بين أبناء الشعب العراقي, بهدف تحقيق مصالحها الخاصة.
   أهداف الاستهداف تكمن؛ بإثارة الفتنة بين الإسلام والمسيحية, وإظهار إن التيار المرجعي, "الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى من أجل العراق", مشابه بإيديولوجياته لعصابات داعش, والتغطية على انتصار القوات الأمنية, خاصة الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل, وعدم إبراز دور وجهود المرجعية العليا, بتقديمها الدعم الإنساني للأسر النازحة, كما ظهر إن تلك الجهات, ليس لها أثر يذكر في تحرير الأراضي العراقية.
   إذن؛ حملة الاستهداف لرئيس الوقف الشيعي, كانت مقصودة ضد المرجعية الدينية, تقوم فيها جهات سياسية خاسرة من تنامي التيار الإسلامي, بتقديمه نماذج تتمتع بالقدرة على إدارة مؤسسات الدولة, لإضعافه في المنافسة السياسية القادمة, لاسيما بعدما خسرت تلك الجهات كل أوراق اللعبة السياسية, لجئت لطرح القضايا إعلامياً, لإرباك الشارع بأمور جانبية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/16



كتابة تعليق لموضوع : استهداف الوقف الشيعي استهدافاً للحوزة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net