خديجة الكبرى: جهاد ومواساة (68-3ق هـ ،556-620م)
امامة حميد حسون
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هي السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، أم المؤمنين، وكانت تلقب بالطاهرة.
ولدت في مكة قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة ونشأت في بيت شرف ويسار ومات أبوها يوم الفجار. وهي الزوجة الأولى للرسول(صلى الله عليه واله وسلم) وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة. تزوجها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)في العاشر من ربيع الأول وهي في عمر الأربعين وكان عمره الشريف خمس وعشرين سنة (الأعلام لخير الدين الزركلي، 2007 الجزء الثاني: 302). ولم يتزوج الرسول(ص) غيرها خلال حياتها(موسوعة المورد، 1996: 48).
كانت (عليها السلام) ذات مال كثير تبعث به إلى الشام، وتستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة. خرج الرسول (صلى الله عليه واله) لها في تجارة وهو في الخامسة والعشرين من عمره وعاد لها بربح وفير ولما لمست أمانته خطبته لنفسها فتزوجها.
اختلفت الأقوال في عدد أولادها من رسول الله(صلى الله عليه واله). ومن أولادها القاسم وكان الرسول(ص) يكنى به ،وعبد الله وفاطمة(عليها السلام). ولما بعث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) دعاها إلى الإسلام فكانت أول من اسلم من النساء، ومكثا يصليان سرا إلى ان آن للدعوة ان تظهر(الموسوعة العربية الميسرة، 2001 المجلد الثاني: 1039 ).
ومن صفاتها (عليها السلام) إنها كانت امرأة حازمة لبيبة شريفة، ومن أوسط قريش نسبا وكانت ذات شرف عظيم و مال كثير. وقد نصرت الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) وآزرته أيام محنتة، فخفف الله تعالى بها عنه. وكانت تخفف عنه ما كان يسمع من قريش من كلام يشكك برسالته ويكذبه، وبقيت كذلك طوال حياتها.
وللسيدة خديجة(عليها السلام) مكانة ومنزلة عالية يغبطها عليها الملائكة المقربون حتى ان جبرائيل(عليه السلام) أتى إلى النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم) فقال: ((يا محمد هذه خديجة قد أتتك فاقرأها السلام من ربها، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولانصب)) فقال (صلى الله عليه واله وسلم): ((يا خديجة هذا جبرائيل يُقرئك من ربك السلام )) فقالت (عليها السلام): الله السلام ومنه السلام وعلى جبرائيل السلام).
وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): أن خير نساء العالمين أربع: مريم ابنة عمران،وآسية امرأة فرعون،وخديجة بنت خويلد،وفاطمة بنت محمد). وقد أنفقت السيدة خديجة(عليها السلام) أموالها في أيام تعرض المسلمين للاضطهاد والحصار الاقتصادي الذي فرضه مشركو مكة، كما روي عن النبي الكريم أنه قال: (ما نفعني مال قط مثلما نفعني مال خديجة). ولكنها ماتت على جلد كبش حين وفاتها.
كان الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) يحبها حبا كثيرا ويكفينا شاهدا على ذلك قول عائشة ان رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) كان يكثر من الثناء عليها والاستغفار لها، وكان يقول: والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس. توفيت السيدة خديجة(عليها السلام) في شهر رمضان سنة عشر للبعثة النبوية، أي قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان عمرها الشريف 65سنةودفنت في مقبرة الحجون في مكة المكرمة، ونزل رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) في حفرتها ولم تكن يومئذ سنة صلاة الجنازة حتى صلى عليها.
وكانت هي وأبو طالب(عليهما السلام) أشد من ناصر الرسول الكريم ودافع عنه بكل ما أوتيا من قوة. فرحمك الله يا خديجة الكبرى، أيتها المناصرة والمؤازرة والمدافعة عن الإسلام.
إعداد
أمامة حميد حسون
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
امامة حميد حسون

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat