تحت انظار معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المحترم
م / الامتحان الشامل
تحية طيبة
يكاد يجمع الكثير من الاكاديمين والمراقبين واصحاب الشان على ان الامتحان الشامل اصبح حلقة زائدة يتسبب استنزافاً للوقت والجهد, واجراء غير مبرر يستهلك ,وقتاًعلى حساب فترة مشروع البحث , بشكل عام الطالب يقضي سنتين كاملة في اجراء ألامتحانات (الامتحان التنافسي وامتحانات المرحلة التحضيرية والامتحان الشامل وبالطبع تبدأ من الدور الاول والثاني وقد يكون الثالث) وتبقى سنة واحدة فقط لاكمال المشروع .
ان هذا الامتحان قد اسيئ استخدامة وخاصة بعض الجامعات المستحدثة التي ليس لها خبرة في ادارة هذا النوع من الامتحان رغم وجود التعليمات والتي ولم تعدل اي فقرة من هذه التعليمات الامتحانية الخاصة بالامتحان الشامل ولم يجري اي تطوير عليها منذ 2011 وترك الامر لتفسيرات واجتهادات الجامعات في تطبيق ألاجراءات الامتحانية فالبعض يركز على ان تكون الاسئلة عامة والبعض الاخر يرغب ان تكون الاسئلة دقيقة ومتفرعة وهذا موضوع مهم جدأً ففي الجامعات العالمية تركز عاى ان تكون مدة الامتحان طويلة والاسئلة ذات طابع شامل و غير تفصيلي (generic) لانه يستحيل ان يجيب طالب الدكتوراة على اسئلة تفصيلية لهذا المنهج الهائل من المواد الدراسية حيث يبلغ عدد الكتب المطلوبة في احد الجامعات العراقية لدراسة الدكتوراة لتخصص علوم الحاسبات مثلا 22 كتاب وبفترة قصيرة مدتها شهرين فقط والنتيجة رسوب 4 طلاب من مجموع 6 طلاب وطالبين ناجحين فقط وعموما ان نسبة النجاح في هذا الامتحان وعلى مستوى الجامعات لا يتعدى 30% اما الوزارة فليس لديها حل غير الدور الثالث ولم نرى منها اي تحليل لهذا الموضوع هل المشكلة متعلقة بالطالب او بأدارة القسم او بخبرة التدريسين او بالتعليمات الامتحانية . أن المشكلة ليس بالطالب الذي اجتاز المرحلة التحضيرية بنجاح والامتحان التنافسي (الذي يعتبر امتحان مفاضلة وامتحان شامل في بعض البلدان) اي ان الطالب مهيأ لدخول مرحلة الكتوراة وعلى الوزارة ان تبحث عن الاسباب بدلا من الحلول الترقيعية والدور الثالث.
وسؤالنا هنا لمعالي الوزير المحترم ..هل توجد دولة في العالم مدة الدراسة لمرحلة الدكتوراة فيها ثلاث سنوات ينشغل الطالب فيها مدة سنين بالامتحانات فقط لتبقى له سنه واحدة يتفرغ بها للبحث وهي اهم مرحلة بالدراسة ,متى يختار الطالب مشروعة ومتى يهيئ مستلزمات المشروع وكيف يفكر ويبدع في عمل المشروع ؟ فلو قارنا هذا الموضوع بزميلة في الجامعات الامريكية حيث مدة الدراسة من خمس سنوات الى سبعة او في بريطانية حيث يتفرغ الطالب بعد دراسة اللغة الى صب كل اهتمامة على مشروع البحث فلدية الوقت الكافي للتفكير والابداع والعمل مع المشرف بينما يبقى الطالب العراقي قابع بين الضغط النفسي والخوف من الرسوب وتحت رحمة استعراض عضلات بعض التدريسن في الاسئلة الامتحانية والاسلوب الدراسي البدائي الذي لم يتغيير منذ اربعين سنة .
وفي ظل هذا الجو الدراسي ينعدم دور الوزارة في تطوير ومتابعة ومراقبة تنفيذ التعليمات الامتحانية وتغيب الجرءة على التغير لتصبح الدراسات العليا معضلة كبيرة يواجهها الدارس والباحث في الجامعات العراقية ويفضل الهروب للدراسة الى اي بلد خارجي ينال بها شهادة وبدراسة مريحة وبرصانة علمية افضل من الجامعات العراقية التي كانت سابقاً مركزا لاستقطاب الكثير من الطلبة الاجانب للدراسة فيها .
ومن المفارقة ان الوزارة تعادل الشهادات القائمة على نظام البحث التي تمنحها الجامعات الاجنبية التي تخلو من الامتحان الشامل لابل حتى الجامعات التي تستخدم نظام دراسة الكورسات بدأت بالاستغناء عن الامتحان الشامل وشعرت ان هذا الامتحان اصبح عبئ ثقيل ومعرقل لاسلوب الدراسة ولكن المؤسف في جامعاتنا تبقي على هذا الامتحان لانه مرحله صعبة ووسيلة للضغط تمارس بها على الطالب يفشل به الكثير من طلبتنا وقد يرقن قيد الطالب لان نسبة الرسوب تمثل باعتقادهم الخاطئ أحد معاير الرصانة العلمية .
وختاما نقول لمعالي الوزيرانت رجل علمي ومعروف بعلميتك ونزاهتك ....الوزارة تحتاج الى عقول منفتحة ولديها القابلية على التغيير وتطمح الى المستوى الدراسي الذي وصل به العالم ونتعلم كيف تغيرت الدراسة على مدى الخمس سنوات الماضية كيف ترك العالم اسلوب التلقين والامتحانات الكاذبة الغير نموذجية التي لاتمثل سوى مدخل للرغبات الشخصية ووسيلة للضغط النفسي على الطالب لتقتل به روح الابداع والاستنتاج والتحليل ,والامتحان الشامل احد هذه الادوات.
مع التقدير
عباس حميد جاسم
الموضوع السابق
اختتام فعاليات مهرجان أوفياء المقاومة السينمائي الدولي للفلم الوثائقي والروائي القصير
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
![]() اختتام فعاليات مهرجان أوفياء المقاومة السينمائي الدولي للفلم الوثائقي والروائي القصير |
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat