أستقبلت ملايين الأسر العراقية عيد الفطر المبارك، وذلك بعد مرور أيام وليالي شهر رمضان المعظم بسرعة البرق، وما هي إلا أيام بعد هاتين المناسبتين الجميلتين، إلا ويبدأ الاستعداد للعام الدراسي الجديد الذي يتزامن منذ عدة سنوات مع شهر رمضان وعيد الفطر مما يضيف أعباءً كبيرة على كاهل الأسر العراقية.
وتتسبب هذه المناسبات في حالة ارتباك شديدة، فلا تكاد هذه الأسر تفيق من أزمة توفير مصروفات شهر رمضان، إلا لتستيقظ على عبء توفير احتياجات العيد ومن ثم المدارس في آن واحد، وهى حالة تشكو منها الأسر الفقيرة.
فقد اعتادت الأسرة العراقية على زيادة المصروفات التي تختلف عن أي شهر أخر ويتحملون فوق طاقتهم، فضلا عن ضرورة توفير مصروفات المدارس ومستلزماتها وكل احتياجات العيد من اجل أبنائهم.
ويشكل تعاقب هذه المناسبات ضغطا كبيرا على ميزانية الأسرة العراقية التي تعاني ككل عام من حالة الغلاء الفاحش التي سادت أسعار أغلب السلع، مما دفع البعض منها للاستغناء عن بعض متطلباته ومنها ملابس العيد الجديدة والاكتفاء بملابس المدارس.
فيحتاج العيد إلى شراء الملابس الجديدة التي أصيبت بجنون الأسعار وهكذا الأحذية وغيرها من متطلبات مادية كثيرة ترهق جيوب الكثيرين.
أما بعد العيد حيث تبدأ متطلبات المدارس قبل الدراسة مباشرة، حيث إنه من الضروري توفير الزي المدرسي والحقائب والأحذية والجوارب وغيرها، استعدادا لاستقبال العام الدراسي الجديد ثم تأتي مصروفات المدرسة التي تتزايد يوما بعد يوم ما بين مدارس حكومية وتجريبية وخاصة.
فالأسرة المكونة من ثلاثة أطفال بالمدارس مثلا سوف تحتاج مصاريف حوالي أكثر من 150 للطفل الواحد من ملابس ومستلزمات مدرسية ،ونظرا لكثافة الفصول الدراسية وعدم قدرة الطلاب على الاستيعاب فتلجأ بعض الأسر إلى الدروس الخصوصية وكذلك الى المدارس الأهلية الموجودة حاليا.هذا بالإضافة إلى مشكلة شراء الكتب مرتفعة الثمن جدا التي يتم طباعتها متاخراً وكذلك شراء ملازم الكتب الدراسية.
يحتاج الطالب دوماً للحماس والتفاؤل في حياته، إذ أنّهُما يُعطيانه القوّة للبداية الجديدة، وكُل بداية جديدة تستلزم فرحاً وتفاعُلاً وطاقةً إيجابيّة للبدء بقوّة، ونُقطة انطلاقك الأولى ستُشكّل الكثير من معالم رحلتك طوال العام الدراسي القادم، لذا توقّع الخير وتحمّس للبداية الجديدة وأنت سترى كيف سيقودك هذا للإنجاز والتقدُّم.
يتكاسل الكثير من الطُلاب في الأيام الأولى من دراستهم، بحجّة أن الوقت مازال مُبكّراً على شحذ الهمم واستغلال القدرات والطاقات بحدّها الأقصى، وهُم بذلك يصعّبون المسألة على أنفسهم كثيراً، ورُبّما كذلك يُعرضون أنفسهم لمتاعب مُستقبليّة. إن وصفة النجاح هي بسيطة وسهلة. قُم بدورك منذ يومك الأوّل ولا تجعل المذاكرة تتراكم عليك فترهقك وتصير ثقل ترزح تحته.
يحتاج وقت الطالب للكثير من التوازن، ولحُسن استغلال الوقت بطريقة صائبة. البعض رُبّما يُفضّلون عمل جدول مُعيّن للمُذاكرة، بينما قد يرى الآخرون أن عمله بحدّ ذاته يُمثّل مضيعة للوقت، إضافة لأن نسبة التزامهم به تكون ضعيفة. وأنا أقول لا يهم، سواء كنت ممّن يُفضّلون عمل جدول بعينه أولا، المُهم هو أن تُنظّم وقتك ولا تجعل مادّة بعينها تطغى في وقت مذاكرتها على بقيّة المواد، بحجّة إما أنك تحبها أو أنها صعبة تحتاج لوقت أطول أو لأيّ سبب آخر، فأنت لن تستفيد كثيراً إن حصلت على أعلى الدرجات في مادّة بعينها، لكنّك تعثَّرت في مادّة أخرى!. لا تُؤجّل عمل اليوم إلى الغد واستذكر دروسك وواجباتك أوّلاً بأوّل.
إنّ الدروس التي نتعلّمُها في الحياة هي تراكُميّة، بمعنى أن عليك في هذا العام الدراسي الجديد أن تتعلّم من سابق خبراتك الإيجابيّة والسلبيّة على حدّ سواء، لا سيّما من أخطائك التي كلّفتك أثماناً باهظة، رُبّما لتقصيرك أو لتهاونك أو لاستهتارك وتراخيك في أمر ما، لذا لا تُكرّر أخطاءك التي وقعت فيها سابقاً واستفد منها لكي تتقدّم للأمام.
يعتبر البعض أنّ العام الدراسي وقت مُؤلم وثقيل، شرٌ لا بُد لهُم أن يجتازونه على مضض، ثُم بمُجرّد انتهاء العام الدراسي يجتهدون ليمحوا من ذاكرتهم كُلّ ما تعلّموه. لكن الطالب الجيّد لا يُفكّر بمثل هذه الطريقة، إنّما هو ينظر إلى ما يتعلّمه من معارف وعلوم كأمور لا بُّدّ أنّها ستفيده في حياته المُستقبليّة والعمليّة. فكُن هكذا تجد الطريق الأفضل للحياة.
لا تخلو أيام الدراسة والمُذاكرة من حياة اجتماعيّة وعلاقات وتعارف مع زملاء ، رُبّما ستجمعنا الأيّام معهم لوقت قصير ثُمّ يمضي كُلّ منّا إلى طريقه بعدها، لكنّ الحقيقة أن صداقات كهذه يُمكنها أن تستمر العُمر كُلّه وتُمثّل لك أمراً مُحبّباً بل وضروريّاً.
لا تضعف ولا تخُر من طول الطريق، ضع نصب عينيك النجاح هدفاً، والتفوُّق غاية مُحبّبة تسعى للوصول إليها. اجتهد وثابر وكُلّما تعبت أو بذلت مجهوداً اعلم أنّه لمصلحتك وأنّ الله يكافئ المُجتهدين. صمّم على بلوغ خط نهاية العام الدراسيّ بلا سلبيّات قدر الإمكان، وإن قابلتك عقبات، اعلم أنّها ستزيدك صلابة وقُدرة على مواجهة الحياة. أخيراً نتمنّى لك كل نجاح وتوفيق.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat