مقامات الأربعاء (3)المقامة الثالثة!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي

حدثنا يحيى بن حيّان وقال: الإنسان هو الإنسان , والإجتهاد هو العنوان , والفارق يعكسه المكان , ويدوسه بسنابكه الزمان , والعمل دليل وبرهان.
"وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " التوبة : 105
وأضاف: " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها" الملك : 15
وقال الرسول الكريم: " بادروا بالأعمال الصالحة".
فالعمل هو البيان , وشواهده العمران , ولا بد من التعاون ما بين الإخوان والإخوان , لكي ترتقي الأوطان.
والهمة قوة , وقدرة على العلاء والنماء والرقاء , فما خابت الهمم المتآزرة , ولا تاهت الشعوب المعتصمة بحبل الأمان المتين.
"وبالهمةِ العلياءِ يرقى إلى العُلا...ومَن كان أرقى همّةً كان أظهرا"
والمجتمعات بهممها وأعمالها , فهذا تقدم لأنه صاحب همة متقدمة , وذاك تأخر لأنه صاحب همّةٍ متأخرة .
"بقدر الكدّ تُكتَسبُ المَعالي...ومَن طلبَ العُلا سهرَ الليالي"
وقال يحيى بن حيان: كان هناك شاب لا يحسب للوقت حسابه , ويلهو ويبدد أيامه ويرغب أن يكون في علياء المطامح والأفنان , وكلما حدثوه عن الجد والكد والإجتهاد أشاح بوجهه ونطق بأسباب كسله وخموله , وأن للوصول إلى العياء هناك ألف باب وباب , لكنه ما فكر بكيف يفتح منها باب , ومضى على نكرانه وأنسه وعدم إكتراثه بغده , حتى واجه مصيره ذات يوم , وقد رأى الذين من بعده قد سبقوه وإنطلقوا في الحياة , وأسسوا لهم أعشاشا وسبلا للإرتزاق والإنطلاق , وهو متحين في محنته التي لا يجد منها مخرجا.
فإنهار باكيا يحدث نفسه عن سفه عدم الطاعة والجد والمثابرة.
حتى صار ينطبق عليه القول:
"ومَنْ رامَ العُلا مِن غيرِ كدٍ ... أضاع العمرَ في طلبِ المُحالِ"
ومثل هذا العديد من المجتمعات والأوطان , التي نابزت العمل وأنكرت الجدّ وترامت في ميادين الخمول والكسل , فإزدادت ضعفا على ضعف , وهونا على هون.
ولا بد من القول:
"وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا"
وتلك مَقامة فيها نظر!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat