صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

إشراك "السنة" في القرار السياسي
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لعل واحداً من أهم اللقاءات التي جرت في المدينة السويسرية المهمة "جنيف" بين رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي وعدد من المسؤولين الكبار، هو ذلك اللقاء الذي جرى منتصف شباط الماضي مع المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ديفيد بترايوس، الذي نقل لرئيس الوزراء رأي الادارة الامريكية بإستمرار التعاون مع العراق "شرط" إشراك السنة في القرار السياسي. السنة القريبون إلى أمريكا اليوم، المحاربون لها بالامس، المتقلبون في الآراء ووجهات النظر، ما زالوا وسيبقون يشكلون ثقلاً في السياسة العراقية، وهم لم يهمشوا يوما ما، بل هم همشوا أنفسهم وكانوا لها ظالمين، ومتى أدركوا ان دورهم موجود ولا يمكن أن يؤديه غيرهم، عند ذلك سيسهمون في بناء عراق موحد متطور بعيداً عن العنف والكراهية.. ولعلهم وجدوا بارقة أمل جديدة في زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد، والحوارات الإيجابية التي أجراها مع رئيس الوزراء العراقي ووزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري.. انتم من تصنعون القرار السياسي العراقي يا سنة العراق وأنتم أهل بلد ولستم طارئين، لذلك لا تحتاجون إلى وساطة أمريكية لأخذ دوركم، بل أنتم بادروا مع إخوانكم الآخرين وستجدون أحضانهم أكثر دفئاً من الأحضان العربية المجاورة، أو تلك الاجنبية البعيدة عبر المحيطات .ماذا يعني إشراك السنة في القرار السياسي؟.. ألم يكونوا مشتركين في صنع هذا القرار منذ تأسيس الدولة العراقية الجديدة وسقوط النظام الدكتاتوري عام 2003؟ ألم يكن ممثلوا السنة في السلطة التشريعية وعددهم 40 نائباً يشكلون كتلة كبيرة إضافة إلى 39 نائباً كردياً غالبيتهم من السنة ويتعاطفون مع توجهات الكتلة السنية في البلاد؟ هل تريد أمريكا ان تؤكد على أن السنة العراقيين مهمشون، وليسوا أصحاب قرار؟ ورئيس البرلمان منهم، ونائب رئيس الجمهورية منهم، وهناك 6 وزراء سنة في تشكيلة الحكومة. وهم ممثلون في مفوضية الإنتخابات والمفوضية العليا لحقوق الإنسان، وكثير من الهيئات والمؤسسات. إذا لم يشارك هؤلاء في صنع القرار السياسي، فمن يصنعه إذن؟ هل هناك قوى أخرى غيبية؟.. الصحافة الخليجية روجت لذلك كثيراً وبعض التنظيمات السنية المتطرفة أجهضت إقامة حكومة شراكة وطنية. وطالما عملت الكتلة السنية في البرلمان والحكومة على إعاقة التقدم والوصول إلى قرارات واحدة مشتركة. بل كانت تقف بالضد من كل ما يوحد العراق وطوائفه، عندما دعت الى اقليم سني. واذا تساءلنا ما هو القرار السياسي ؟ ومن يصنعه،العراقيون أم غيرهم ؟ تبدو الاجابة واضحة، وهي لا أمريكا ولا السعودية ولا أية قوى أخرى، تستطيع أن تكون بديلاً لسنة العراق، فهم يدركون مستقبلهم، ويعرفون أجندات الدول المجاورة وتدخلها في الشؤون الداخلية للبلاد، ويعرفون ايضا ان الغول الأمريكي يحاول أن يقع بثقله على المشهد السياسي العراقي ليكون مؤثراً فيه.. إذا لم يساعد السنة أنفسهم في العمل المشترك مع الآخرين لصنع مستقبل العراق، فإن الضغوطات الخارجية لن تنفع في ذلك.. قد يستطيعون الحصول على مزيد من المناصب، ومزيد من المكاسب، إلا أنهم لن يكونوا شركاء حقيقيين في القرارات المصيرية إذا كان دافعهم تحقيق مزيداً من المنفعة والمصالح المادية الوقتية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/06



كتابة تعليق لموضوع : إشراك "السنة" في القرار السياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net