روسيا تستدل الستار على مسرحية "كيمياوي خان شيخون"
نجحت روسيا بوقف عرض مسرحية “الهجوم الكيمياوي على بلدة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي ” في سوريا ، قبل انتهاء الفصل الاول منها ، لهزالة السيناريو والاستعجال بالاعداد وضعف في الاخراج والتمثيل.
فور وقوع الانفجار الكيمياوي يوم الثلاثاء 4 نيسان / ابريل في بلدة خان شيخون بريف إدلب والذي اودى بحياة 72 شخصا واكثر من 200 جريح ، ومن دون معرفة ملابسات الحادت ، او انتظار تحقيق اممي محايد يكشف عن هذه الملابسات ، ارتفعت عقرية “اصدقاء الشعب السوري” !! ، في فرنسا وبريطانيا والمانيا واسرائيل وتركيا ، متهمين الحكومة السورية بانها وراء هذه الجريمة من دون ان يقدموا اي دليل ، داعين الى معاقبتها والى رحيل ومحاكمة الرئيس السوري بشار الاسد ، في مواقف وتصريحات مستنسخة ومريبة.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، القى بالمسؤولية مباشرة على الحكومة السورية، وقال ان الرئيس السوري بشار الأسد “يعول على تواطؤ حلفائه للتصرف دون خوف من العقاب” . بينما كان وزير خارجيته جان مارك أيرولت اكثر نفاقا وخبثا من هولاند ، عندما اعلن وبعبارات كانت تستهدف تحريض الرئيس الامريكي دونالد ترامب على القيام بعمل عسكري بعد المواقف الاخيرة لامريكا من الرئيس بشار الاسد ، عندما قال ان الانفجار هو «اختبار للإدارة الأميركية الجديدة“.
بدوره شدد المندوب الفرنسي، فرانسوا ديلاتر بالجلسة التي عقدت الاربعاء لمجلس الامن بطلب امريكي فرنسي بريطاني لمناقشة حادث خان شيخون ، على ان “الوقت قد حان للتحرك في المجلس لمحاسبة النظام السوري على جرائم الحرب التي ارتكبها بحق الشعب السوري“.
اما وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون فقال: «رغم أننا لسنا متأكدين بعد مما حدث ، فإنَّ هذا الاعتداء يحمل كافة بصمات النظام ، الذي استخدم الأسلحة الكيميائية مراراً وتكراراً». مكررا مقولته الاثيرة ان “على الأسد أن يرحل” ، واضاف انه لا يمكن “أن نتخيل استمراره كسلطة على الشعب السوري بعد انتهاء هذا الصراع“.
مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، قالت بدورها أن «نظام الأسد يتحمل المسؤولية الرئيسية» عن الهجوم «الذي يُرجح أنه كيميائي“.
اما نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر، فقد اعلنت “ان المسؤولين عن هذه الجريمة المزدرية للإنسانية يتعين محاسبتهم. هذا يتضمن الرئيس الأسد وحكومته… استخدام الغاز السام جريمة حرب، وجرائم الحرب يتعين معاقبة مرتكبيها.
في “اسرائيل” استغلت وسائل اعلامها وبشكل واسع حادثة خان شيخون ، لتشن هجوما إعلاميا، تصدر صحفها اليومية ، حول ما وصفته بـ”مجازر النظام السوري ضد شعبه”، ودعت قيادة زعماء “اسرائيل” الى التدخل بما يحصل في سورية، لمساعدة الشعب السوري!!”.
اما الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فكان اكثر الجميع تقمصا لدوره في هذه المسرحية الهزيلة ، فقد قال في خطاب القاه في بورصه بشمال غرب تركيا ان “اكثر من 100 شخص قتلوا بينهم نحو 50 طفلا… أيها الاسد القاتل! كيف ستنجو من لعنتهم؟.. “أيها العالم الذي ما زال صامتا حيال ذلك، والامم المتحدة التي بقيت صامتة حيال ذلك: كيف ستقدمون الحساب؟ .. “بصفتي أبا، أنا حزين… انهم اولادنا، انهم اشقاؤنا“.
اخر المتباكين في هذه المسرحية هو رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ، الذي “اتهم” المجتمع الدولي بأنه لا يمتلك الشجاعة لمحاسبة الحكومة السورية على الجرائم المتهمة بارتكابها، ومن بينها قصف خان شيخون ، وقال خلال مشاركته في مؤتمر في بروكسل :”الجميع يأتون إلى بروكسل لتلاوة كلمات، وقد قال النظام السوري كلمته … ولسوء الحظ، لا أحد لديه الشجاعة للقيام بأي شيء ضد هذا النظام“.
الملفت ان هذه الهجمة السريعة والفورية ل“اصدقاء سوريا” على الحكومة السورية ، لم تستند على اي تحقيقات محايدة ، بل انطلقت من حقد اعمى يكنه هؤلاء “الاصدقاء” لسوريا ونظامها ، والا كان بامكان زعماء دول “اصدقاء سوريا” ان ينددوا بشكل عام بالهجوم لانه تسبب بازهاق ارواح بريئة ، وان يدعوا الى معاقبة الجهات التي تقف وراءه مهما كانت هوية هذه الجهات ، نظرا لامتلاك المجاميع المسلحة للمواد الكيمياوية والتي استخدمتها في اكثر من مرة في الصراع الدائر في سوريا منذ 6 سنوات.
القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة منذر منذر ، رد على الهجمة التي شنها “اصدقاء سوريا” على بلاده ، خلال جلسة مجلس الأمن الدولى الاربعاء بالقول :”نذكر مجلس الأمن بأن الحكومة السورية وجهت أكثر من 90 رسالة إلى الامم المتحدة تضمنت معلومات موثقة عن حيازة المجموعات الإرهابية مواد كيميائية سامة وصلت إليها عبر الحكومة التركية بشكل خاص” ، الامر الذي يؤكد ان المجاميع المسلحة تمتلك السلاح الكيمياوي واستخدمته اكثر من مرة ، وهي حقيقة يرفض “اصدقاء سوريا ” قبولها.
واشار منذر الى المستفيد من هذا الهجوم وقال أن “المستفيد الأول من استخدام الأسلحة الكيميائية، هو الأنظمة التي استهدفت سورية منذ ست سنوات لإنقاذ المجموعات الإرهابية المتحالفة معها..وأن حكومة بلاده ترفض رفضاً تاماً تزوير الحقائق وفبركة الاتهامات، وتؤكد استمرارها في تنفيذ جميع تعهداتها التي التزمت بها حين انضمت إلى منظمة اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وفي حربها على الإرهاب التي لم تتوقف تحت تأثير أي ابتزاز سياسي أو إعلامي أو استغلال رخيص لدماء الأبرياء في سورية“.
“اصدقاء سوريا” لم يصموا اذانهم ولم يغمضوا اعينهم امام تلك الحقيقة فحسب بل فعلوا هذا الامر ايضا مع بيان وزارة الدفاع الروسية ، الذي نفى نفيا قاطعا استخدام الطائرات السورية للسلاح الكيمياوي ، وتاكيده على ان الانفجار وقع في مستودع تستخدمة المجاميع المسلحة في تصنيع القنابل الكيمياوية في خان شيخون.
من الواضح ان المسرحية الهزيلة والضجة المفتعلة ، تستهدفان تحقيق مجموعة من الاهداف منها:
–انقاذ الجاميع المسلحة المدعومة من امريكا والغرب وتركيا والسعودية واسرائيل ، من مصيرها المحتوم بعد الهزائم التي تكبدتها وحُشرت بسببها في محافظة ادلب.
–دفع الرئيس الامريكي دوالد ترامب الى التراجع عن موقفه الاخير من الرئيس السوري بشار الاسد.
–الضغط على روسيا من اجل التراجع عن موقفها الداعم للحكومة السورية.
–تحريض الرئيس الامريكي دونالد نرامب من اجل التدخل عسكريا في سوريا.
–اضعاف الروح المعنوية للجيش السوري والقوات المتحالفة معه بعد الانتصارات المتلاحقة التي حققوها في مجمل الجغرافيا السورية..
رغم تهديد مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأمم المتحدة نيكي هايلي بتدخل بلادها عسكريا وبشكل منفرد في سوريا في حال اخفق مجلس الامن الدولي بالتوصل الى موقف ازاء سوريا ، انتهت جلسة مجلس الامن دون نتيجة ، ولم يصوت المجلس على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ، بسبب موقف روسيا الرافض للقرار ، الذي وصفته بانه ضد سوريا ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد في سورية والمنطقة بأسرها.
إنتهى
المصدر - شفقنا
![]() وزارة النفط تعلن عن الاحصائية الاولية للكميات المصدرة من النفط الخام لشهر اذار الماضي |
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat