
الاعلام هو النافذة التي تشرف على الحقائق وتنقلها للمتلقي بصورة واضحة وشيقة تجعل من الخبر مادة تجذب الناس للحصول عليها، فهو في ذلك يتميز عن النافذة الزجاجية التي تنقل الصورة مع علاتها دون اضافة تفاصيل تجعل من الصورة أجمل.
تختلف وسائل الإعلام في مجال عرض المادة سواء كانت مكتوبة او مسموعة أو حتى متلفزة؛ لكن الإختلاف الأهم هو كيفية طرح هذه المادة؛ فهناك جهات إعلامية تتوخى تحليل الخبر وإبداء رأي حوله، وهل هو مقبول أم لا، وهناك جهات أخرى تجد المصداقية في عرض الخبر كما هو وتترك التحليل للمتلقي الذي يختلف تحليله باختلاف ثقافته وتوجهاته.
الرزيّة في من يستخدم الإعلام كوسيلة للتلاعب بمشاعر الطبقة البسيطة من الناس وقض مضاجعهم بأخبار مغلوطة الغرض منها تسقيط الخصوم بطرق الضرب تحت الحزام والقصف العشوائي، وتسمم عقول الشباب بأفكار تخالف الدين والأخلاق فأصبحوا يتعمدون الإساءة للرموز الدينية والاجتماعية والسياسية الشريفة كي يحولوا مجتمعنا إلى اللأخلاقية وانعدام الثوابت الاجتماعية في الحياة.
المشكلة أن الأخبار هذه الأيام لم تبق كما كانت حيث كان من يهتم بها يسعى للحصول عليها من الصحف والقنوات الإخبارية، ومن لا يرغب فهو في سلام من صداعها؛ بل أصبحت هذه الأيام هي من تسعى خلف المتلقي حيث انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي، والمتلقي أمسى مجبوراً على تلقيها لتصبح حديثه في الصباح القادم.
استغلت الكثير من الجهات هذه المواقع وقامت بتكوين قنوات خاصة لتخدم أغراضها؛ فظهر لدينا ما يسمى بالجيش الألكتروني، وهو عبارة عن عدد من أصحاب الخبرة في هذه المواقع يقومون بحملات لصالح جهة ضد أخرى؛ وغالباً تكون أغراض هذه الحملات غير شريفة.
أستُهدفت المرجعية منذ زمن و لمرات عديدة من قبل النوع التسقيطي من الإعلام لقطع يدها الراعية للشعب، فجربت الأنظمة القمعية شتى السبل لخدمة هذا الهدف الدنيء، من محاولات “مس بيل” التي أدت الى إخراج المراجع غير العراقيين خارج العراق دون أن يدافع عنهم أحد لإشاعة اللغة العنصرية آن ذاك كون المراجع أجانب؛ ولَم يعودوا الا بعد سنوات تحت قيود منعتهم لفترة طويلة من ممارسة دورهم الحقيقي؛ ولَم تعد للمرجعية هيبتها السابقة إلا بعد تولي الإمام محسن الحكيم (قدس سره) وتحركات أبناءه الأجلاء؛ ثم عاد الإعلام الفاسد في خمسينيات القرن الماضي لتشويه المرجعية، متهماً الشهيد السيد مهدي نجل الإمام الحكيم بالجاسوسية، فخرج السيد من وطنه متنقلاً بين الدول إلى أن طالته يد الغدر، فزُف شهيداً الى جوار ربه.
يعود اليوم الإعلام القذر لنفس الأسلوب الدنيء في المواجهة مع المرجعية الرشيدة؛ فيتهم مرجعاً بأنه يبتز الفقراء عن طريق مجموعة من مريديه، وآخر يدعم جهة سياسية لأغراض خاصة؛ وأقربها -ولن تكون آخرها- ما نشرته إحدى الصحف عن علاقة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بالمخابرات البريطانية؛ لكنهم نسوا أن هناك الملايين من مريديه، وأن الشعوب العربية ليست بالسذاجة السابقة، ولن تنخدع بالطرق الملتوية التي تستخدمها للتأثير على المجتمع.
الإمام السيستاني عراقي ولو لم يحصل على الجنسية، فهو في قلب جميع العراقيين، فالكل يتشرف بوجود هذا الرجل الجليل بيننا، إيماناً منا بإخلاصه وصدقه في خدمة هذا الشعب؛ فقد عرف عنه قوله بما معناه أنه يحب أن يُكتب في ميزان حسناته أنه وفق يوماً لخدمة الشعب العراقي؛ فهل نكون ناكرين للجميل ولتقدير هذا الرجل لنا كونه عارف بقيمة هذا البلد الذي سيكون عاصمة ومنطلق دولة العدل الالهي؟ كلا لن نكون ناكرين لأخلاقه وسنقف بوجه كل من يفكر بالنيل من شخصه أو مكانة المرجعية الدينية العليا فهذا واجبنا الشرعي والوطني؛ وسنبقى نردد “تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني”.