صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

أيهما أكثر عفونة .. رز الحصة أم وزارة التجارة
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     مر عليَ؛ أكثر من 14 يوما, وأنا بعيد عن أهلي, كوني مقاتل؛ في صفوف الحشد الشعبي, في قاطع عمليات تلعفر, مرابطون على السواتر, نقاتل أوباش الصحراء وزمر الإرهاب, انقطعت فيها سبل الاتصال مع عائلتي, بسبب عدم توفر خدمات الاتصال, في تلك الصحراء القاحلة. 
     وما إن وصلت الى المنزل, حتى عم الضجيج بين صفوف العائلة, فرحا بسلامتي, فهذا يقبلني وذلك يحضنني, والصغار فتحوا الحقيبة, بحثا عن علبة النساتل, التي وعدتهم بإحضارها, بينما أصرت سيدة المنزل, على ممارسة مهنتها المعهودة, وإعداد وجبة غداء تليق بوصولي, وعلى رأسها مادة " التمن ", التي لا تخلوا منها, الموائد العراقية أبدا. 
     لم يطل الأمر, أكثر من ساعة, حتى تم إعداد المائدة, والجلوس حولها لأشاهد صحن الرز, الذي يختلف على ما اعتدنا عليه, فقد كنا نشتري نوعا من الرز, منذ ثلاثة أشهر, لم نستلم فيها الحصة التموينية, ولما سألت عن سبب الاختلاف, كانت الإجابة بأنه "رز الحصة ", الذي ما إن تقربه, حتى تشم رائحته العفنة, التي تزكم الأنوف, وحين تتذوقه, يجعلك طعمه المر والكريه, تبتعد عن كل أنواع المأكولات . 
     حقيقة؛ حين تذوقت ذلك الرز, تذكرت كيف إن الموظفين, في جهاز السيطرة والتقييس, بثوا مقاطع فيديو, على وسائل التواصل الاجتماعي, يطبخون فيها الرز ويأكلونه, ليثبتوا بأنه صالح للأكل, وتمنيت أنهم أمامي, لكنت جعلتهم, يأكلون جميع حصتي من الرز حتى التخمة, أو افعل بهم كما فعل شاه إيران, حين دفن احد المهندسين, في حفرة بأحد الطرق, كونه غير مطابق للمواصفات الفنية. 
   كلنا يتذكر تصريحات وزارة التجارة العراقية, بان الرز المستورد لحساب البطاقة التموينية, هو من النوعية الجيدة, وانه مفحوص من قبل شركات عالمية رصينة, وان الذين يدعون فساد هذا الرز, يحاولون إثارة مشاكل, لدى الرأي العام, ولا ندري أصحاب هذا التصريح, هل استلموا حصتهم من هذه المادة ؟, وهل تذوقوا طعمه ؟, أم وضعوا أنفسهم وعوائلهم بعيدا عنه ؟, متنعمين بأموال الفساد, التي حصلوا عليها, من هذه الصفقة. 
     يعلم الجميع إن صفقة الرز الفاسد, تم اكتشافها والباخرة التي تحمله, لا زالت راسية في الموانئ العراقية, ولكن توزيعها من قبل وزارة التجارة, بعلم من لجان النزاهة في البرلمان, وهيئة النزاهة الحكومية, ولجان الفحص والتقييس, يثبت قوة منظومة الفساد, التي تتحكم في قوت الشعب العراقي, وتمارس الإبادة الجماعية ضده, دون أن يهمها وازع من حرمة, أو خوف من سلطان, وان وزارة التجارة, أكثر عفونة من الرز, الذي تم توزيعه. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/14



كتابة تعليق لموضوع : أيهما أكثر عفونة .. رز الحصة أم وزارة التجارة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net