الحوزة العلمية فى النجف الاشرف تريد لثورة الامام الحسين عليه السلام ان تبقى انسانية اخلاقية وعدم استغلالها سياسيا من كل طرف .

بسم الله الرحمن الرحيم
وحيث إن درس الأصول وصل إلى رأس المطلب والدخول فيه بلا فائدة ولهذا نعلن التعطيل من هذا اليوم إلى ما بعد شهر صفر أي أول ربيع الأول وبدل الدرس نذكر بعض الأمور لعل فيها فائدة.
الجهة الأولى: لعلكم تعلمون أن جماعة من فضلاء الحوزة شكلوا لجانا في طول طريق زوار أربعينة الإمام الحسين(ع) من قبل الحوزة وبدون الانتساب إلى أي شخص آخر وغرضهم تثقيف الناس وبيان الأحكام الشرعية والآداب والأخلاق والهدوء والاستقرار في طول الطريق والاجتناب عن المشاجرة ورفع الصوت والاجتناب عن الاندكاك مع النساء وخدمة العاجزين من الشيوخ والعجزة والأطفال والمرضى فلديهم مقرات في طول الطريق وكل من أراد أن يشترك معهم في هذه الأمور الدينية والمذهبية فله أجر وثواب عظيم.
الجهة الثانية: أن على طلبة الحوزة العلمية الاهتمام بالدراسة وأن يصرفوا غالب أوقاتهم في الدراسة والمطالعة والمباحثة والسؤال والجواب حفاظا على مكانة هذه الحوزة العلمية المباركة؛ فإن حوزة النجف حوزة علمية معروفة بعمق دراستها ولا بد من الحفاظ على هذه الحوزة العلمية بما لها من الدقة في العلوم والعمق والسعة، وأيضا علماؤنا وفقهاؤنا ومراجعنا تحملوا جميع المصاعب في طريق الحفاظ على هذه الحوزة العلمية فقد تحملوا الانتهاكات من قبل حكومة الوقت والمضايقات والفقر الشديد للحفاظ على استقلالية الحوزة وعدم ارتباطها بالدولة نهائيا لا بالأمور الاقتصادية ولا بنظام التعليم ولا بالسياسة واستقلاليتها عن الأحزاب السياسية والأحزاب الدينية السياسية وغيرها فإن الحوزة حرة والطلاب أحرار ولا يرتبطون بأي مؤسسة لا سياسية ولا دينية فهم أحرار في دراستهم وأحرار في تبليغ وبيان الأحكام الشرعية وليس لهم أي قيود في اختيار الدراسة ولا أي قيود في بيان الأحكام الشرعية فبدون أي انتماء هم يبينون الأحكام الشرعية التي نزلت من قبل الله تعالى إلى الناس من دون الانتماء إلى أي مؤسسة أو أي حزب.
هذه هي وظيفة الطلبة فلا بد أن يكونوا أحرارا وغير مرتبطين بالدولة.
الجهة الثالثة: أطلب من الجميع أن ندعو من الباري عزّ وجلّ أن يدفع شر الأشرار والمجرمين والمفسدين والقتلة عن البلاد الإسلامية ولا سيما عن محبي أهل البيت في كل بلد وفي كل مكان ونطلب من الباري عزّ وجلّ برحمته الواسعة التي وسعت كل شيء أن يساعد وينصر المجاهدين بكافة صنوفهم من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والمتطوعين وفصائل المقاومة وغيرهم ونبارك لهم هذه الفتوحات وهذا النصر الكبير.
الجهة الرابعة: على أبناء الشعب العراقي أن يوحدوا صفوفهم وكلمتهم لأن العنصرية مبغوضة من قبل الله تعالى وقد شجب الإسلام العنصرية، والمكرّم عند الله تعالى هو المتقي سواء كان أسودا أم أبيضا رجلا كان أو امرأة عربيا أو أعجميا وهكذا، فميزان كرامة الإنسان عند الله تعالى هو المتقي، ومعنى المتقي هو الشخص النزيه والشخص الأمين فهذان هما المكرمان عند الله تعالى سواء كانا من السود أو من البيض أو من العرب أو العجم من الرجال كانا أم من النساء فإنه لا فرق من هذه الناحية.
وكذلك على الشعب العراقي أن يوحد صفوفه ويشجب العنصرية والطائفية لأن حق المواطنة مكفول للجميع بلا تمييز بين أن يكون هذا شيعي وذاك سني وهذا عربي وهذا كردي، فإنه لا فرق بين العرب والكرد والتركمان والإيزيدي والمسيحي فالجميع شريك في هذا البلد بنحو التساوي بلا أي تمييز، فعلى الشعب العراقي أن يوحدوا صفوفهم في ذلك.
الجهة الخامسة: أن على الحكومة أن توحد صفوفها وكلمتها لأنقاذ الشعب العراقي من هذه الأضواع المأساوية وعليها أن تكون صارمة في تطبيق القانون على أي أحد حتى يخاف الناس من الحكومة في تطبيق القانون لا في الظلم. وأما إذا لم تخف الناس من الحكومة فإن هذه الحكومة تكون فاشلة فلا تتمكن من خدمة البلد وليس بإمكانها أنقاذ البلد من هذه الأضواع المأساوية فعليها أن تكون صارمة بالنسبة إلى من كان مخلا بأمن البلد بأي شكل من الإشكال فمن كان مخلا بأمن البلد ومؤيدا للمجرمين والمفسدين في الأرض فعلى الحكومة أن تحاسب هؤلاء بشدة ولا تتسامح معهم.
كما أن على الحكومة أن تكون صارمة مع المعتدين على أرض العراق وتتعامل معهم بالمثل فإن المعتدين قاموا بحملات على الحكومة من خلال الكلمات الهمجية ولا إنسانية ولا أخلاقية فعلى الحكومة أن ترد بالمثل فالعين بالعين فلا بد أن تتعامل بالمثل لأن المعتدي إذا رأى ضعفا في الحكومة فهذا معناه انحلال الحكومة في مقابله فيصير أشد عدوانا وأشد اعتداءً على العراق.
وفي الختام نطلب من الباري عزّ وجلّ أن ويفقكم للحفاظ على هذا البلد وسائر بلاد المسلمين، ونطلب منه عزّ وجلّ أن يحفظ الحوزات العلمية ولا سيما حوزة النجف الأشرف هذه الحوزة القديمة المباركة من شر الأعداء والمجرمين والمفسدين ونطلب منه عزّ وجل الخير للجميع وأن يرحم أمواتنا.
ونقول لكم أن يوم الأربعاء الثامن من صفر يصادف ذكرى وفاة سيدنا الاستاذ أبي القاسم الخوئي المرجع الأعلى وزعيم الطائفة والحوزة العلمية والذي تخرج من مدرسته آلاف من المجتهدين والأساتذة وسيقام مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة في هذا المكان فعلى كل من يتمكن من الحضور أن يشارك في هذه المجلس.
وألتمس من الجميع الدعاء..