قصص قصيرة جدا
د . مسلم بديري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خــــوف
مشى , فمشى بأثره
وقف , فتسمر في أرضه , أدرك أن الموقف قد تأزم للغاية , ما يخشاه قد حصل
لابد وأن مخبرا يلاحقه ....
زم قواه بحذر وأنطلق بخفة هاربا , تفاجئ حين علم انه مازال يتبعه وبنفس السرعة تقريبا
سقط من فرط تفكيره ولان من يتبعه ضل واقفا
أدرك انه لم يكن سوى ظله
............................
حُـــــــرية
سأل رجل ساذج إمام المسجد وقال :
ما معنى أن يكون الإنسان حراً
فقال الأول : أن يفعل ما يحب فعله و في العلن
قال الرجل ومن يفعله بالسر
قال إمام المسجد : ذلك فعل مخالف للديمقراطية التي ناد ى بها السلطان
ومن يخالف السلطان ....
فلما رجع الرجل الى بيته نقل بعفوية كل ما قاله الإمام
فتنهدت زوجته بفرحٍ وقالت سأخبر كل صديقاتي
ليشكرن السلطان
ويهتفن باسم الحرية
...........................
خطيئـــــة
ما إن طُرق الباب حتى ارتبكت ولا تعلم لماذا , وبحركة خبيرة أشارت له لكي يختبئ تحت السرير
فهللت لزوجها مرحبةً , وما ان استقر حتى قال
أحس أن هنالك حركة غير عادية تحت السرير
وقبل أن يتفوه بكلمة اخرى
قالت : إنها قطة تختبئ تحت السرير , لا تشغل بالك
وأخذت تمتم في نفسها ربي سامحني .. يا لي من كاذبة , إنها زلة لسان أرجوك سامحني
لقد كذبت عليه ولكني مضطرة
يا لكذبتي لقد قلت انها قطة ولم أقل انه قط خوفا على مشاعره ..!!
..............
سخــــــرية
قال لها ( بمكر) أتعلمين أي ضرر سببه غيابك عني ؟
قالت (بفرح) : حقا ؟
قال : لقد تراكمت الأواني في المطبخ منتظرة من يغسلها
وفاض خزان الماء , وتوزعت الملابس أكواما تنتظر من يشطفها ..
فابتسمت بتهكم وقالت : هذا هين أمام ما سببه غيابك من ضرر وأسى
فقال : حقا
قالت : لقد هجر صديقك.... زوجته
وطلبت زوجة صديقك .... الطلاق
وأقتيد صديقك .... إلى الحبس بتهمة ....
فصرخ : كفى , يلعن الله الساعة التي غبتِ فيها