عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثّالِثَةُ (٢٠)
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ومن علاماتِ دَجَلِ [المُصلحِ] المُزيَّف والمُزوَّر، إِستنساخهُ للفاسدينِ والفاشلين في مواقعِ المسؤوليّة! وهذا ما يتحقّق الآن على يدِ [العصابةِ الحاكمةِ].
فعلى الرَّغم من إِعترافِ الجميع بفسادِ وفشلِ [القائد الضَّرورة] حتّى سمّاهُ البعض [طريد المرجعيّة] منذ لحظة إغلاقِ بابِها بوجههِ تحديداً عندما اكتشفت أَنَّهُ يكذِب عليها! بل وعلى الرَّغمِ من إِعترافهِ هو شخصيّاً بفسادهِ وفشلهِ الذي تسبّب بإضاعةِ نصف العراق عندما تمدّدت فُقاعة الارهابيّين قبل أَكثر من عامَين! كما تسبَّب بافلاسِ خزينةِ الدّولة! مع كلّ ذلك يعود اليوم الى منصبهِ السّابق تزُفَّهُ جَوقَةُ الطبّالين الفاسدين والفاشلين وفيهم [عمامةٌ فاسدةٌ] واحدةٌ على الأقلّ طالما حاولت خِداع الرّأي العام بأَنّها قريبة من المرجعيّة الدّينيّة وأَنّها لا تفعل ما لا ترضاهُ! ليتبيّن اليوم لكلِّ ذي بصيرةٍ كَذِبَها ودَجَلها!.
هذا! في الوقتِ الذي لازالت فيه الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف والمرجعيّة الدّينية تُقدِّم خيرة أَبناءها البرَرة قرابينَ على طَريقِ الحُسين السّبط الشّهيد (ع) ليروُوا بدمائهِم الطّاهرة شجرة العزِّ العلويَّة والكرامة الحُسينيّة مُلبّين فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الاعلى ونداء الوطن، مُتاجرين مع الله تعالى ليُثبِّتَ لهم قدمَ صدقٍ مع الحُسين (ع) وأَصحابِ الحُسين (ع) الذين بذلوا مُهجَهُم دونَ الحُسينِ (ع) كما في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} كان آخرهم العالِمَين العَلمَين المُخلِصَينِ الشّهيدَينِ السيّد عبد الرضا الفيّاض والشّيخ جعفر المظفّر، ليقدِّما أُنموذجاً جديداً للعَمامة النّبويّة الطّاهرة التي صدقت ما عاهدت عليهُ اللهَ تعالى {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
إِنَّ تدوير الفاسدين والفاشلين في مواقع المسؤوليّة أَحد أَعظم الأدلّة على فسادِ البلادِ ومؤسّساتها، فالنّظام السّياسي الذي يحترم نَفْسَهُ لا يرتكب مثل هذا الخطأ بل الجريمة أَبداً! فمتى رأيتم نظاماً يُكرِّمُ فاسداً؟! أَوَليسَ مكان الفاسد أن يقفَ خلف القُضبانِ؟! الّا في العراق فمكانُ الفاسدِ الفاشلِ تدويرهُ في مواقع المسؤوليّة! ولذلك أُصيب العراق بما أُصيبَ بهِ اليوم!.
ولقد كتبَ أَميرُ المؤمنين (ع) في عهدهِ لمالك الأَشتر لمّا ولّاهُ مِصر ما عالجَ بهِ هذه الظّاهرة، بقولهِ؛
شَرُّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ لِلاَْشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً، وَمَنْ شَرِكَهُمْ فِي الاْثَامِ، فَلاَ يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً، فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الاَْثَمَةِ، وَإِخْوَانُ الظَّلَمَةِ، وَأَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَنَفَاذِهِمْ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ وَأَوْزَارِهِمْ وَآثَامِهِمْ، مِمَّنْ لَمْ يُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِهِ، وَلاَ آثِماً عَلَى إِثْمِهِ، أُولئِكَ أَخَفُّ عَلَيْكَ مَؤُونَةً، وَأَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً، وَأَحْنَى عَلَيْكَ عَطْفاً، وَأَقَلُّ لِغَيْرِكَ إِلْفاً، فَاتَّخِذْ أُولئِكَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِكَ وَحَفَلاَتِكَ، ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ، وأَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِيَما يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِهَ اللهُ لاَِوْلِيَائِهِ، وَاقِعاً ذلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ.
وفي هذا النصّ التّاريخي العظيم والفريد من نوعهِ يردُّ الامام (ع) ذريعة بعضهُم الَّذين يحتجّون بخبرةِ الفاسد عِنْدَ استيزارهِ! على الرَّغم من انَّ الخبرةَ والفساد لا يستقيمانِ في شخصٍ واحدٍ أَبداً! فكيف اذا جمعَ الفشلُ الى فسادهِ كما هو حال [القائد الضَّرورة] مثلاً؟! فعن أَيّة خبرة يتحدّثون وهو الذي ترك خزينة الدّولة خاويةً على عروشِها بعد أعوامِ الميزانيّة الانفجاريّة؟! وهو الذي سلَّم السُّلطة لخلفهِ وقد سيطرت فقاعةُ الارهابيّين على نصفِ البَلد؟!.
إِنَّ الاصلاحِ الحقيقي يبدأ من تطهير الدّولة ومؤسَّساتها من الفاسدين، ومن كبار الفاسدين تحديداً! من جانب، وبوضعِ الرَّجل المُناسب في المكانِ المُناسب من خلال تطهير الجهاز الاداري للدّولة من العناصرِ الفاشِلة التي تمَّ تعيينها بالواسطة مثلاً أَو بالمحسوبيّة أَو ما الى ذلك، من جانبٍ آخر، فاذا تمَّ تطهير الدّولة من الفساد المالي والاداري فهذا يعني أَنّهُ تمّ فَتح الباب على مصراعيهِ لتطهيرِ بُطُونِ النّاسِ من الحرامِ فضلاً عن إِعادة العدالة والمُساواة في التَّعيين والتَّصدّي للمسؤوليّة الى موقعِها الطَّبيعي في المجتمع!.
ولذلك شدَّدَ أَميرُ المؤمنينَ (ع) في عهدهِ المذكور على انتهاج الطّريق الصّحيح في التّعيين والاستيزار، فكتب يقول؛
ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ، فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً، وَلاَ تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وأَثَرَةً، فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ وَالْخِيَانَةِ.
فلماذا نعتَ الامامُ (ع) الفساد الاداري بالظّلمِ والخيانةِ؟! ولِمن؟!.
هو ظلمٌ للعاجزِ في موقع المسؤولية! كما أَنّهُ ظلمٌ لصاحبِ القدرةِ عندما يُنحّى عن موقع المسؤوليّة الذي يتناسب وقدراتهُ العلميّة وخبرتهُ وتجربتهُ.
أَمّا انَّ الفساد الاداري خيانةٌ! فهو خيانةٌ للأَمانة التي تحمَّلها الحاكم ليحمي بها منافع النّاس، فكيف يأتمِن عليها الفاشل؟! وهو، من جانبٍ آخر خيانةٌ للطّاقات والقُدُرات الخلّاقة التي رُكِلت جانباً لصالح فاسدٍ أَو فاشلٍ! فيما كان ينبغي توظيفها في المكان المُناسب لتُساهم في عمليّة البناء والتّنمية! وهي من جانبٍ ثالث، خيانةٌ للأمّة والمجتمع الذي سيخسر الكثير جداً من فُرص الخير بإبعاد الرّجل المناسب عن المكان المناسب! ليحلّ محلّهُ الفاسد والفاشل الذي لا عِلمَ لهُ لا بالموقعِ ولا بمسؤوليّاتهِ!.
وبعد كلّ ذلك هل لنا ان نستغرب من قولِ رَسُولِ الله (ص) {أَعْظَمُ الْخِيانَةِ، خِيانَةُ الأُمّةِ} أو قولهُ (ص) {مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ يَعُولُ} فكيف اذا كانَ هذا المُعالُ شعبٌ كاملٌ وبلدٌ عظيمٌ كالعراقِ؟!.
٢ تشرين الثّاني ٢٠١٦
لِلتّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
Face Book: Nazar Haidar
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
نزار حيدر

ومن علاماتِ دَجَلِ [المُصلحِ] المُزيَّف والمُزوَّر، إِستنساخهُ للفاسدينِ والفاشلين في مواقعِ المسؤوليّة! وهذا ما يتحقّق الآن على يدِ [العصابةِ الحاكمةِ].
فعلى الرَّغم من إِعترافِ الجميع بفسادِ وفشلِ [القائد الضَّرورة] حتّى سمّاهُ البعض [طريد المرجعيّة] منذ لحظة إغلاقِ بابِها بوجههِ تحديداً عندما اكتشفت أَنَّهُ يكذِب عليها! بل وعلى الرَّغمِ من إِعترافهِ هو شخصيّاً بفسادهِ وفشلهِ الذي تسبّب بإضاعةِ نصف العراق عندما تمدّدت فُقاعة الارهابيّين قبل أَكثر من عامَين! كما تسبَّب بافلاسِ خزينةِ الدّولة! مع كلّ ذلك يعود اليوم الى منصبهِ السّابق تزُفَّهُ جَوقَةُ الطبّالين الفاسدين والفاشلين وفيهم [عمامةٌ فاسدةٌ] واحدةٌ على الأقلّ طالما حاولت خِداع الرّأي العام بأَنّها قريبة من المرجعيّة الدّينيّة وأَنّها لا تفعل ما لا ترضاهُ! ليتبيّن اليوم لكلِّ ذي بصيرةٍ كَذِبَها ودَجَلها!.
هذا! في الوقتِ الذي لازالت فيه الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف والمرجعيّة الدّينية تُقدِّم خيرة أَبناءها البرَرة قرابينَ على طَريقِ الحُسين السّبط الشّهيد (ع) ليروُوا بدمائهِم الطّاهرة شجرة العزِّ العلويَّة والكرامة الحُسينيّة مُلبّين فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الاعلى ونداء الوطن، مُتاجرين مع الله تعالى ليُثبِّتَ لهم قدمَ صدقٍ مع الحُسين (ع) وأَصحابِ الحُسين (ع) الذين بذلوا مُهجَهُم دونَ الحُسينِ (ع) كما في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} كان آخرهم العالِمَين العَلمَين المُخلِصَينِ الشّهيدَينِ السيّد عبد الرضا الفيّاض والشّيخ جعفر المظفّر، ليقدِّما أُنموذجاً جديداً للعَمامة النّبويّة الطّاهرة التي صدقت ما عاهدت عليهُ اللهَ تعالى {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
إِنَّ تدوير الفاسدين والفاشلين في مواقع المسؤوليّة أَحد أَعظم الأدلّة على فسادِ البلادِ ومؤسّساتها، فالنّظام السّياسي الذي يحترم نَفْسَهُ لا يرتكب مثل هذا الخطأ بل الجريمة أَبداً! فمتى رأيتم نظاماً يُكرِّمُ فاسداً؟! أَوَليسَ مكان الفاسد أن يقفَ خلف القُضبانِ؟! الّا في العراق فمكانُ الفاسدِ الفاشلِ تدويرهُ في مواقع المسؤوليّة! ولذلك أُصيب العراق بما أُصيبَ بهِ اليوم!.
ولقد كتبَ أَميرُ المؤمنين (ع) في عهدهِ لمالك الأَشتر لمّا ولّاهُ مِصر ما عالجَ بهِ هذه الظّاهرة، بقولهِ؛
شَرُّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ لِلاَْشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً، وَمَنْ شَرِكَهُمْ فِي الاْثَامِ، فَلاَ يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً، فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الاَْثَمَةِ، وَإِخْوَانُ الظَّلَمَةِ، وَأَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَنَفَاذِهِمْ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ وَأَوْزَارِهِمْ وَآثَامِهِمْ، مِمَّنْ لَمْ يُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِهِ، وَلاَ آثِماً عَلَى إِثْمِهِ، أُولئِكَ أَخَفُّ عَلَيْكَ مَؤُونَةً، وَأَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً، وَأَحْنَى عَلَيْكَ عَطْفاً، وَأَقَلُّ لِغَيْرِكَ إِلْفاً، فَاتَّخِذْ أُولئِكَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِكَ وَحَفَلاَتِكَ، ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ، وأَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِيَما يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِهَ اللهُ لاَِوْلِيَائِهِ، وَاقِعاً ذلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ.
وفي هذا النصّ التّاريخي العظيم والفريد من نوعهِ يردُّ الامام (ع) ذريعة بعضهُم الَّذين يحتجّون بخبرةِ الفاسد عِنْدَ استيزارهِ! على الرَّغم من انَّ الخبرةَ والفساد لا يستقيمانِ في شخصٍ واحدٍ أَبداً! فكيف اذا جمعَ الفشلُ الى فسادهِ كما هو حال [القائد الضَّرورة] مثلاً؟! فعن أَيّة خبرة يتحدّثون وهو الذي ترك خزينة الدّولة خاويةً على عروشِها بعد أعوامِ الميزانيّة الانفجاريّة؟! وهو الذي سلَّم السُّلطة لخلفهِ وقد سيطرت فقاعةُ الارهابيّين على نصفِ البَلد؟!.
إِنَّ الاصلاحِ الحقيقي يبدأ من تطهير الدّولة ومؤسَّساتها من الفاسدين، ومن كبار الفاسدين تحديداً! من جانب، وبوضعِ الرَّجل المُناسب في المكانِ المُناسب من خلال تطهير الجهاز الاداري للدّولة من العناصرِ الفاشِلة التي تمَّ تعيينها بالواسطة مثلاً أَو بالمحسوبيّة أَو ما الى ذلك، من جانبٍ آخر، فاذا تمَّ تطهير الدّولة من الفساد المالي والاداري فهذا يعني أَنّهُ تمّ فَتح الباب على مصراعيهِ لتطهيرِ بُطُونِ النّاسِ من الحرامِ فضلاً عن إِعادة العدالة والمُساواة في التَّعيين والتَّصدّي للمسؤوليّة الى موقعِها الطَّبيعي في المجتمع!.
ولذلك شدَّدَ أَميرُ المؤمنينَ (ع) في عهدهِ المذكور على انتهاج الطّريق الصّحيح في التّعيين والاستيزار، فكتب يقول؛
ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ، فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً، وَلاَ تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وأَثَرَةً، فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ وَالْخِيَانَةِ.
فلماذا نعتَ الامامُ (ع) الفساد الاداري بالظّلمِ والخيانةِ؟! ولِمن؟!.
هو ظلمٌ للعاجزِ في موقع المسؤولية! كما أَنّهُ ظلمٌ لصاحبِ القدرةِ عندما يُنحّى عن موقع المسؤوليّة الذي يتناسب وقدراتهُ العلميّة وخبرتهُ وتجربتهُ.
أَمّا انَّ الفساد الاداري خيانةٌ! فهو خيانةٌ للأَمانة التي تحمَّلها الحاكم ليحمي بها منافع النّاس، فكيف يأتمِن عليها الفاشل؟! وهو، من جانبٍ آخر خيانةٌ للطّاقات والقُدُرات الخلّاقة التي رُكِلت جانباً لصالح فاسدٍ أَو فاشلٍ! فيما كان ينبغي توظيفها في المكان المُناسب لتُساهم في عمليّة البناء والتّنمية! وهي من جانبٍ ثالث، خيانةٌ للأمّة والمجتمع الذي سيخسر الكثير جداً من فُرص الخير بإبعاد الرّجل المناسب عن المكان المناسب! ليحلّ محلّهُ الفاسد والفاشل الذي لا عِلمَ لهُ لا بالموقعِ ولا بمسؤوليّاتهِ!.
وبعد كلّ ذلك هل لنا ان نستغرب من قولِ رَسُولِ الله (ص) {أَعْظَمُ الْخِيانَةِ، خِيانَةُ الأُمّةِ} أو قولهُ (ص) {مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ يَعُولُ} فكيف اذا كانَ هذا المُعالُ شعبٌ كاملٌ وبلدٌ عظيمٌ كالعراقِ؟!.
٢ تشرين الثّاني ٢٠١٦
لِلتّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
Face Book: Nazar Haidar
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat